الإيكونوميست المصرية
2022.. تفاءلوا بالخير… بقلم:محمد فاروق

2022.. تفاءلوا بالخير… بقلم:محمد فاروق

بقلم: محمد فاروق

خلق الله تعالى الإنسان كائنا محبا للحياة، متفائلا، مقاوما للأزمات، متعايشا مع أصعب الظروف، متمسكا بكل سبل البقاء.. تلك الصفات جعلته يتخطى كل الأحداث والكوارث والأخطار التى واجهها على مر التاريخ والتى كان العديد منها كفيلا بالقضاء تماما على العنصر البشرى من على وجه الأرض.

واليوم ها نحن ندخل عاما جديدا، وقد مر علينا نحو سنتين من مقاومة فيروس كوفيد-19 الذى بدأ فى الانتشار فى نهاية عام 2019، وأتذكر وقتها الهلع الذى أصاب جميع شعوب العالم، والإغلاق الذى طال معظم بقاع الأرض، لدرجة جعلت البعض يعتقد أنها نهاية العالم وأن أحدا لن ينجو من هذا الفيروس اللعين، ولكن ماذا حدث؟ هل استسلم الإنسان لهذا الفيروس الذى كان يحصد كل يوم آلاف الأرواح ويصيب مئات الآلاف فى مختلف دول العالم؟ هل وقف الإنسان عاجزا وأصيب بالإحباط أمام هذا المرض الذى ليس له لقاح ولا علاج وهو يرى عدد الضحايا يتزايد بشكل مخيف يوميا؟ بالطبع لا، وواصل أبناء آدم تمسكهم بالأمل وحب الحياة ومقاومة الأخطار كالعادة، إلى أن وصل العلماء إلى العديد من اللقاحات المقاومة بنسبة عالية للفيروس، وليس ذلك فقط بل تم اكتشاف عقار لعلاج كوفيد-19 مؤخرا ولن تكون إلا مسألة وقت وينتشر العقار الجديد فى العالم كله مثله مثل اللقاحات.

وقبل أن ينتهى عام 2021، ظهر علينا متحور جديد يعرف باسم “أوميكرون” الذى بدأ فى الانتشار فى معظم دول العالم، ولكن ما الجديد؟ فبإذن الله تعالى سيتم التعامل معه، فالفترة التى مضت هى الأصعب وسنتمكن بفضل المولى عز وجل من تحجيم فيروس كورونا ومتحوراته فى وقت قريب.

وأنا هنا لن أتحدث عن الإجراءات الاحترازية وأهميتها فى التعامل مع الفيروس فى الوقت الحالى، فهذا الحديث صار أمرا مفروغا منه، ولكنى سأتحدث عن ضرورة التفاؤل والإيمان بالله والثقة فى قدرات العنصر البشرى.

فعدد قتلى كورونا منذ ظهوره عام 2019 حتى الآن لم يصل إلى 5.5 مليون شخص على مستوى العالم الذى اقترب تعداده من 8 مليارات نسمة، وعند مقارنة هذه الحصيلة مع أرقام الأوبئة التى أصابت العالم من قبل سنجد أن مثلا  الطاعون الدبلى أو الموت الأسود قتل نحو 200 مليون شخص على مستوى العالم فى القرن الرابع عشر، والجدرى قتل نحو 50 مليون عام 1952، والإنفلونزا الإسبانية قتلت أكثر من 40 مليون شخص عام 1918، والإيدز قتل حوالى 30 مليون شخص حتى الآن، إلى جانب ضحايا أوبئة الطاعون بأنواعه المختلفة، والكوليرا، والإيبولا، والإنفلونزا الروسية، والإنفلونزا الآسيوية، وإنفلونزا الخنازير، وغيرها.

من هذه الأرقام نستنتج أن العالم مر بفترات أحلك وأكثر صعوبة من تلك الفترة التى نعيشها حاليا، مع الوضع فى الاعتبار التطور الذى يشهده العالم حاليا فى العلم والوسائل الاحترازية والأساليب العلاجية والاكتشافات الطبية مقارنة بفترات انتشار تلك الأوبئة فى الماضى.

لذلك علينا التخلص من التشاؤم الذى يصيبنا كلما سمعنا أخبار انتشار الفيروس مرة أخرى أو ظهور متحور جديد، فكما تم القضاء على أوبئة أكثر فتكا من كورونا ومتحوراتها فى الماضى سيتم بإذن الله السيطرة عليها وستعود الحياة لطبيعتها كما كانت فى كل دول العالم، وعلينا نحن المصريين بصفة خاصة أن نتوجه لله تعالى بالشكر على نعمة استمرار الحياة فى مصر بشكل طبيعى تماما، حفظ الله مصرنا الغالية وشعبها الأصيل وكل شعوب العالم.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *