الإيكونوميست المصرية
من ذكريات عمر بطيشة .. أغنية “زمان غريب يا زمان” لفايزة أحمد

من ذكريات عمر بطيشة .. أغنية “زمان غريب يا زمان” لفايزة أحمد

كانت أغنية “غريب يا زمان” هي البوابة التي دخل منها الشاعر عمر بطيشة إلى عالم الغناء، ورغم مرور حوالي 49 عاما على إذاعة الأغنية للمرة الأولى، إلا أنها ما زالت حتى الآن من الأغنيات الناجحة والمطلوبة جماهيريا، ولهذه الأغنية قصة حكاها بطيشة في كتابه “ذكرياتي مع نجوم الأغاني”، حيث قال:

“كانت فايزة أحمد تأتي دائما مع زوجها الموسيقار محمد سلطان للإذاعة يتابعان أغانيهما، فبدأت أتعرف عليهما وأحضر مع محمد سلطان وهو يدندن أغنية جديدة يجهز لها لحنا فأجد شطرة مكسورة فأقوم بتعديلها دون أي مقابل من باب الصداقة تطوعا دون ذكر اسمي، وكم من أغنية مشهورة تذاع الآن منسوبة إلى شعراء أفاضل آخرين مع أني مؤلف نصف الأغنية أو أكثر، وكنت راضيا بذلك فقد كنت أعمل في الإذاعة المصرية، ومكتفيا بعملي ولي ديوان بالفصحى وغيره في الطريق، ولم يكن من بين طموحاتي أن أكتب الأغاني.

“لكن في حالة (غريب يا زمان) فقد اختلف الأمر، فقد مرت الأغنية على أكثر من مؤلف ولم يعجب فايزة وسلطان من كلماتهم إلا كلمة واحدة، وهي (زمان)، التي هي أصلا جري وراء موضة (زمان) التي انتشرت وقتها بسبب نجاح أغنية فريد الأطرش (زمان يا حب)، فطلبا من المؤلفين أن يكتبوا أغنية تتضمن في بدايتها كلمة (زمان) تيمنا بنجاح (زمان يا حب).

“وبقى على موعد حفل الربيع الذي ستغني فيه فايزة الأغنية على الهواء في سينما قصر النيل أيام، والأغنية حائرة بين المؤلفين ولم تتم، وتدخلت كالعادة فكتبت على اللحن مطلع أغنية غريب يا زمان فأعجبهما المطلع وطلبا مني أن أكمل الأغنية وأكملتها ثلاث كوبليهات بالتمام والكمال، وحفظت فايزة اللحن بسرعة واستعدت للحفل ولكنها وضعت شرطا للظهور على الهواء، وهو أن يتم الإعلان عن اسمي كمؤلف للأغنية، وطبعا هذا لم يكن في حسباني، فقد كتبت لها الأغنية معتقدا كالسوابق أنها ستذاع منسوبة إلى أحد المؤلفين الآخرين.

“ولكن فايزة أصرت وهددت بعدم الغناء وإلغاء الحفل إن لم يُذكر اسمي كمؤلف للأغنية، ولم يكن معتادا في ذلك الوقت (عام 1973) أن يؤلف المذيعون الأغاني ولكنها أصرت، وحينما اعترض رئيس الإذاعة قائلا (أنا معنديش مذيعين يؤلفوا أغاني)، وأوعز إلى لجنة النصوص أن ترفض نص الأغنية لأي سبب، وقد كان.

“فما كان من فايزة إلا أن ذهبت إلى بيت وزير الإعلام السفير مراد غالب، وكمنت إلى جانب الطريق وما إن رأته قادما بسيارته حتى ألقت نفسها أمام السيارة! وأسرع الحرس بنقلها إلى داخل البيت وجلس وزير الإعلام يطمئن عليها ويسألها عن سبب ما حدث.

“فأخرجت من حقيبة يدها نص الأغنية وأعطته له وقالت (إقرأ يا معالي الوزير)، فقرأ الوزير كلمات الأغنية وقال لها (مالها؟)، قالت (هل تعجبك هذه الكلمات؟) قال (نعم، إنها جميلة)، فقالت (إذن أكتب رأيك على النص وقل إنها جميلة وتعجبك)، فكتب ذلك فعلا، وشكرته وذهبت بالنص وعليه توقيع الوزير إلى رئيس الإذاعة وألقته على مكتبه، فلم يجد جوابا إلا التأشيرة بإجازة الأغنية التي غنتها فايزة فعلا على الهواء في الموعد، وكانت بداية عمر بطيشة كشاعر غنائي”.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *