الإيكونوميست المصرية
لا تخف ولا تحزن….بقلم: محمد فاروق

لا تخف ولا تحزن….بقلم: محمد فاروق

بقلم: محمد فاروق

إذا أردت أن تحبط شخصا فاقتل بداخله مستقبله، أما إذا أردت أن تحطمه معنويا فاجعل من هذا المستقبل وحشا مرعبا يخشاه.
هذه هى الحروب النفسية التى تلجأ لها العديد من الجهات الخارجية للقضاء على الشعوب دون أن تطلق عليهم رصاصة واحدة، فتصدر لهم أبشع أنواع الآلام النفسية وأقوى أشكال الإحباط، فتجعلهم دائما يعيشون تحت ضغط الخوف من الغد، وفى مواجهة أخطار لا أساس لها من الصحة وليست سوى اختراعات من وحى خيال تلك الجهات لنشر الذعر بين المواطنين.
وتعرضت مصر خلال الفترة الماضية بشكل مكثف لتلك الحملات الشرسة من تصدير الرعب من الغد من خلال إطلاق الشائعات، وللأسف فإن الشعب المصرى تنطلق بداخله الشائعة كالنار فى الهشيم وتنتشر انتشارا واسعا فى أسرع وقت دون أن يكون لها أى أساس أو دليل.
فجاءت فترة واجهت مصر شائعات أن الاقتصاد المصرى سينهار وأن مصر ستعلن إفلاسها وأن رجال الأعمال المصريين يغادرون البلاد ويقفزون من السفينة قبل غرقها، ولم يحدث أى شىء من ذلك.
وفترة أخرى تنطلق شائعات شح الغذاء وأننا سنواجه شبح الجوع وأن أموالنا لا تكفى لاستيراد احتياجاتنا من المواد الغذائية، وأيضا لم يحدث أى شىء من هذا بل على العكس فالأسواق المصرية لم تخل من أى صنف غذائى حتى فى أصعب الفترت التى واجهت العالم كله وهى فترة تفشى فيروس كورونا.
كما استغلت جهات كثيرة زلزال تركيا وسوريا مؤخرا، لتنشر الرعب فى نفوس المصريين لتخرج علينا بتنبؤات وهمية لا تمت للعلم بأية صلة بأن مصر ستتعرض لزلازل فى الفترة القادمة، فى الوقت الذى أكد فيه جميع العلماء بأنه لا يمكن التنبؤ بموعد وقوع الزلزال، كما خرجت جهات أخرى لتزعم بأن السواحل المصرية ستتعرض لموجات المد تسونامى.
وغيرها الكثير والكثير من الشائعات المغرضة التى لا تحمل سوى هدف واحد وهو هدم هذا الشعب نفسيا ومعنويا.
والشباب هم بالطبع الفئة الأكثر استهدافا لأنهم مستقبل هذا الوطن وأمله، فتجد هناك محاولات دائمة لتصدير اليأس إليهم، وبث الرعب فى نفوسهم من الغد، وتدمير الأمل بداخلهم، والقضاء على أى طموح يراودهم، ورسم صورة قاتمة لحاضرهم ومستقبلهم لجعلهم بلا هدف أو رؤية.
ورغم كل ذلك، فمصر ستظل فى حماية المولى سبحانه وتعالى دائما وأبدا، فهو الذى أنقذها طوال تاريخها من كوارث ومن صعاب لا تعد ولا تحصى؛ وحررها من احتلال وغزاة وطامعين بكافة الأشكال، والمصريون أقوى من محاولات بث الخوف فى نفوسهم، والتكوين النفسى للشخصية المصرية صلب لا ينكسر أمام الصعاب وفى الوقت نفسه مرن قادر على التكيف مع أى ظروف، فالشخصية المصرية شخصية منفتحة محبة للحياة وللبهجة والفرح والضحك حتى فى أصعب الظروف، وكلما زاد الإيمان فى قلوبنا استطعنا مواجهة هذه الحملات الشرسة ضدنا، ولنعمل بحديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم الذى قال فيه: “من أصبح منكم آمنا فى سربه، معافى فى جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا”.
انبذوا الخوف من قلوبكم وتوكلوا على الله تعالى وانشروا الطمأنينة والأمان والتفاؤل بين الناس، لتسعدوا ويسعد من حولكم، حفظ الله مصر وشعبها.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *