الرئيسية / أخبار عالمية / “بريكس” نظام اقتصادى قوى لمواجهة الهيمنة الأمريكية

“بريكس” نظام اقتصادى قوى لمواجهة الهيمنة الأمريكية


حدد “بنك التنمية الجديد”، التابع لمجموعة “بريكس”، أولى غاياته فى تمويل البنى التحتية فى بلدان “بريكس” والدول النامية، ويأتى إنشاء البنك تجسيدا لمساع بذلتها مجموعة “بريكس” خلال الفترة الأخيرة، لتقدم للعالم كيانا اقتصاديا جديدا يناهض سياسة “القطب الواحد” المالى.
ويعمل على إنهاء هيمنة صندوق النقد والبنك الدوليين على مقدرات العالم الاقتصادية، ووقف تسخيرها وتطويعها واستخدامها لمصلحة قوى بعينها مسيطرة على هاتين المؤسستين، دون غيرها من بقية دول العالم.
ومع انطلاق قطار “البريكس” ومؤسساته التى شرعت فى الظهور، الواحدة تلو الأخرى، برزت تساؤلات عدة فى الأوساط المالية والاقتصادية بدءا من ماهية مجموعة “بريكس”؟ وأهدافها؟ ووصولا إلى كيف ستفضى بريكس ومؤسساتها إلى تحجيم السياسة الأمريكية فى التحكم فى آليات الاقتصاد العالمى؟ وغيرها من الأسئلة التى نجمل منها 10 تساؤلات تكشف لنا تفاصيل العملاق الاقتصادى ومشروعاته الأخيرة والجديدة.

1- ماذا تعنى كلمة “بريكس- BRICS”؟
“بريكس”، كلمة تحمل اختصارات للأحرف الأولى للكلمة الإنجليزية “BRICS” وهى كلمة مكونة من الأحرف الأولى لأسماء 5 دول، صاحبة أسرع معدلات نمو اقتصادى عالمى، وبترتيب الحروف “البرازيل، وروسيا، والهند، والصين، وجنوب أفريقيا”.
“بريكس” هى مجموعة الدول التى اتفقت فيما بينها على إنشاء كيان اقتصادى “مضاد” للكيانات الاقتصادية الغربية المتمثلة فى “صندوق النقد الدولى” و”البنك الدولى”، وتضم نظاما ائتمانيا بنكيا عالميا جديدا يقضى على سياسة “القطب الواحد” التى تقودها الولايات المتحدة الأمريكية للسيطرة على مقدرات العالم واستغلاله اقتصاديا، عبر توجيه السياسات الاقتصادية، وفرض قيود تتحكم فى الدول النامية من خلال صندوق النقد والبنك الدوليين، خاصة على الدول النامية وبلدان العالم الثالث.

2- كيف تم تأسيس مجموعة “بريكس”؟
قبيل انضمام دولة جنوب أفريقيا، كانت المجموعة يطلق عليها “بريك” BRIC ، وبدأ التفاوض حول إنشاء هذه المجموعة خلال اجتماع لوزراء خارجية الدول الأربع “البرازيل وروسيا والهند والصين” فى نيويورك سبتمبر 2006، على هامش اجتماع للجمعية العامة للأمم المتحدة، بينما عقد زعماء الدول أول قمة لهم فى يونيو 2009.
فى مدينة يكاتيرينبرغ الروسية، خلال عام 2010، قادت جنوب أفريقيا مساعى مكثفة ومفاوضات واسعة مع دول المجموعة للانضمام إليها، ونجحت فى الانضمام رسميا فى ديسمبر من العام نفسه، ليعلن للعالم انطلاق شبح اقتصادى جديد يهدد القطبية الأحادية العالمية التى تسيطر عليها أمريكا وتحركها، وليحل على النظام الاقتصادى العالمى كيان جديد يطلق عليه “BRICS”.. بات يعقد العزم على تثبيت حجمه دون توسعات، والعمل على تنفيذ اتفاقاته والبروز على الساحة العالمية كمنظمة فاعلة، وهو ما كشفه وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف، الذى أكد فى تصريحات له قبل انعقاد قمة “أوفا” الماضية، بأن أعضاء “بريكس” لا يفكرون حاليا فى توسيع عضوية المجموعة، مرجعا ذلك إلى رغبة الدول الأعضاء فى تنفيذ الاتفاقات الملزمة للأطراف أولا، قبيل التفكير فى أى توسعات جديدة.

3- أين يقع مقر مجموعة “بريكس”؟ ومن رئيسها الحالى؟
يقع مقر مجموعة “بريكس” فى مدينة شنغهاى الصينية، كما تم افتتاح “البنك الجديد للتنمية”، التابع للمجموعة أيضا فى المدينة نفسها، ويتناوب أعضاء المجموعة الخمسة رئاستها سنويا، بشكل دورى فيما بينهم.
وفى الأول من أبريل من العام الجارى، تسلمت روسيا رئاسة المجموعة، ولمدة سنة كاملة من دولة البرازيل.
وحددت موسكو خلال رئاستها للمجموعة هذا العام أهدافا عدة، من بينها إطلاق عمل “بنك التنمية الجديد”، وصندوق الاحتياطيات النقدية. وينص نظام المجموعة على أن يتم ترشيح الرئيس الأول لمجلس المحافظين للبنك من قبل روسيا، بينما يتم ترشيح الرئيس الأول لمجلس الإدارة من قبل البرازيل، على أن يتم ترشيح أول رئيس للمدراء التنفيذيين من قبل الهند.

4- كم يبلغ رأسمال مجموعة “بريكس”؟
يبلغ رأسمال مجموعة “بريكس” ما يقرب من 200 مليار دولار، مقسمة إلى 100 مليار دولار، كرأسمال بنك “بريكس” الدولى للتنمية، إضافة إلى 100 مليار دولار أخرى لصندوق الاحتياطى النقدى. كان الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، أعلن قبيل انعقاد قمة أوفا فى روسيا الشهر الماضى، أن قادة دول المجموعة وقعوا، خلال القمة السادسة التى عقدت العام الماضى فى مدينة فورتاليزا البرازيلية، وثيقة تأسيس البنك بـ100 مليار دولار، يبدأ العمل فيه برأس مال يقدر بـ50 مليار دولار، على أن تقدم كل دولة 10 مليارات.

5- ما بنك التنمية الجديد التابع لـ”بريكس”؟
هو بنك تابع لمجموعة بريكس، وتقتصر عضويته حاليا على دول “BRICS” الخمس، برأس مال مستهدف 100 مليار جنيه، وعلى أن يكون رأس ماله المدفوع فى البداية 50 مليار دولار، موزعة بالتساوى على الدول الخمس بواقع 10 مليارات دولار لكل دولة.
البنك الجديد كان من المقرر أن يطلق عليه اسم بنك “بريكس”، لكن زعماء الدول الخمس قرروا التخلى عن اسم “بريكس”، رغبة منهم فى توسيع عضوية البنك مستقبلا، وإتاحة الفرصة للدول الراغبة فى الانضمام إليه.
والبنك الجديد، الذى يقع فى شنغهاى الصينية، صادق البرلمان الصينى على اتفاقية تأسيسه فى الأول من يوليو الماضى، وانطلق فى الـ21 من الشهر نفسه، ليباشر عمله كواحد من أكبر البنوك عالميا يمارس السياسات النقدية المستقلة، ويترأسه كوندابور فامان كاماتخان، الذى أكد أن البنك الجديد سيمكنه تقديم المساعدات والقروض فى أبريل 2016.

6- ما أهداف مجموعة “بريكس”؟
بشكل رئيسى، تستهدف مجموعة “بريكس” خلق توازن دولى فى العملية الاقتصادية، وإنهاء سياسة القطب الأحادى، وهيمنة الولايات المتحدة على السياسات المالية العالمية، وإيجاد بديل فعال وحقيقى لصندوق النقد الدولى والبنك الدولى، إلى جانب تحقيق تكامل اقتصادى وسياسى وجيوسياسى بين الدول الخمس المنضوية فى عضويته، وتنمية البنى التحتية فى بلدان المجموعة، وتحقيق آليات مساهمة فعالة بين الدول الخمس فى وقت الأزمات والتدهورات الاقتصادية بدل اللجوء إلى المؤسسات الغربية، وإيجاد طريقة فعالة لمنح وتبادل القروض بين دول المجموعة بشكل لا يؤثر ولا يحدث أى خلل اقتصادى لأى من دول المجموعة رغم مساعدة الدولة المتضررة. إلى جانب تعزيز شبكة الأمان الاقتصادى العالمية بالنسبة لتلك البلدان وتجنيبها ضغوط الاقتراض من المؤسسات الغربية وتكبيلها بالفوائد.

7- ما آلية المساهمة فى صندوق الاحتياطيات الأجنبى لـ”بريكس”؟
تم التوافق بين الدول الخمس المنضوية تحت مجموعة “بريكس” على أن، تبدأ الصين فى ضخ 41 مليار دولار فى الصندوق، لكونها صاحبة الاقتصاد الأكبر فى دول المجموعة، فى حين تضخ كل من روسيا والبرازيل والهند حصصا متساوية تبلغ الواحدة منها 18 مليار دولار، إلى جانب 5 مليارات دولار يتم ضخها من دولة جنوب أفريقيا بصفتها المساهم صاحب الاقتصاد الأصغر فى المجموعة.
وأعلن المصرف المركزى الروسى أن الاتفاقية التى وقعتها الدول الخمس لإنشاء الصندوق تشمل العمليات الدقيقة التى تنفذها المصارف المركزية لدول “بريكس”، وأن تقوم هذه المصارف المركزية للدول الخمس مجتمعة بتقديم التمويل المتبادل بالعملة الأمريكية داخل الصندوق فى حال ظهور أى مشكلات فى السيولة، وأكد المصرف المركزى الروسى أن الصندوق سيتمكن من التغلب على نقص السيولة، على المدى القصير، بين بلدان المجموعة، وتغطية عجز الميزانية فى أوقات عدم الاستقرار الاقتصادى.

8- ما التحديات التى تواجه بريكس؟
التحديات الكبرى التى تواجه مجموعة “بريكس” تتمثل فى الاختلاف فى السياسات الاقتصادية التى تنتهجها البلدان المشاركة فى المجموعة، إلى جانب التباينات الثقافية والتاريخية والسياسات المالية التى تتبعها كل دولة على حدة، وتداخل أنظمة اقتصادية عدة ذات أحجام متفاوتة وأسعار عملات متفاوتة فى نظام اقتصادى واحد.
هناك تحدٍ آخر تحدث عنه الرئيس بوتين شخصيا، يتمثل فى رغبة المجموعة وضع استراتيجية للتعاون الاقتصادى بين هذه الدول الخمس، على أن يكون من شأنها تهيئة الظروف الملائمة لتسريع التطور الاقتصادى وتعزيز قدرات هذه الدول على المنافسة، وتوسيع العلاقات التجارية وتنويعها، وتأمين التفاعل من أجل النمو الابتكارى.
ولتحقيق “الإشباع” الاستثمارى لهذه الوثيقة تتم دراسة عدد من المشاريع المستقبلية للتعاون، إلى جانب توحيد المواقف السياسية تجاه القضايا الدولية والملفات المطروحة. علاوة على عدد من العوامل الاقتصادية الأخرى أهمها الأتى:
أ- وضع شروط ائتمانية أكثر تيسيرا على بلدان العالم الثالث والدول النامية.
ب- تدويل العملات المحلية وإجراء تجارة بينية بعيدة عن الدولار الأمريكى فيما بينها.
ت- إمكانية توفير قروض آجلة وميسرة لبلدان العالم الثالث والدول النامية.
ث- تقديم تسهيلات ائتمانية أفضل من تلك المفروضة من قبل البنك وصندوق النقد الدوليين.
ج- تسريع التكامل الاقتصادى بين الدول الخمس المنضوية فى عضوية المجموعة.
ح- تحقيق معدلات نمو أسرع للبلدان المنضوية فى عضوية المجموعة.

9- ما أبرز الأرقام عن “بريكس”؟
– الناتج المحلى للدول الخمس المشاركة فى بريكس أكثر من ربع الناتج المحلى العالمى.
– مساحة دول “بريكس” الخمس مجتمعة أكثر من ربع مساحة العالم.
– يمثل عدد سكان دول بريكس أكثر من 40% من تعداد سكان العالم.
– 10.8% من حجم الإنفاق العسكرى العالمى.
– 40.2% من حجم إنتاج مصادر الطاقة العالمى.
– 16.1% حصة “بريكس” من حجم التبادل التجارى العالمى فى 2013.

10- ما أهم المواقف المشتركة لدول “بريكس”؟
1- رفضت مجموعة “بريكس” التدخل العسكرى الخارجى فى النزاع السورى، واعتبرته غير مقبول.
2- توحد موقف دول المجموعة بشأن النزاع السورى وضرورة وقفه عبر الحلول السلمية.
4- نظرة واحدة تجاه ملفات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
5- رفض العقوبات الغربية المفروضة على روسيا واعتبارها غير مشروعة وعدم التعامل معها.
6- رؤية موحدة حول التعامل مع قضايا الفقر والفساد والتحريات فى بلدان العالم الثالث والنامية.
7- رؤية موحدة حول ضرورة خلق عالم متعدد الأقطاب.
8- مساع يقودها الرئيس بوتين لإنشاء استراتيجية تنموية طويلة الأمد بين البلدان الخمس.
9- معارضة بناء المستوطنات الإسرائيلية واعتباره مخالفا للقانون الدولى.
10- رفض التجسس الإلكترونى الذى تقوده الولايات المتحدة واعتباره نوعا من الارهاب.
11- تسعى دول “بريكس” إلى إنشاء كابل إنترنت خاص بها لتفادى عمليات التجسس الأمريكية.
12- السعى لخفض التعاملات الدولارية بين الدول الخمس بعضها بعض.
13- مساع يقودها الرئيس بوتين لإنشاء اتحاد للطاقة بين الدول الخمس.
14- رغبة فى تحقيق اندماج بين سوق الاتحاد الأوراسى وأسواق أمريكا اللاتينية.
15- مساع مشتركة بين الدول الخمس للتصدى للأمراض المعدية، خاصة فى أفريقيا.

عن Economist2egy