الإيكونوميست المصرية
المهندس وائل علما رئيس مجلس إدارة جاهز ماركت: الملابس الجاهزة بمصر تطورت ولدينا الإمكانيات لتحقيق انطلاقة كبرى باستغلال المنصات والتجارة الإلكترونية

المهندس وائل علما رئيس مجلس إدارة جاهز ماركت: الملابس الجاهزة بمصر تطورت ولدينا الإمكانيات لتحقيق انطلاقة كبرى باستغلال المنصات والتجارة الإلكترونية

 

دائما ما تكون الريادة لشخصيات مميزة لها وجهة نظر ثاقبة تحاول أن تسبق الجميع بخطوة وأحيانا بخطوات عديدة، والمهندس وائل علما من هذه الشخصيات، حيث لديه دائما خطوة متقدمة عن غيره فى مجال تصنيع وتسويق الملابس ولكن هذه المرة يحاول التطلع للمستقبل واختراق سوق التجارة الإلكترونية ولكن بفكر جديد متطور، حيث أسس شركة جديدة “جاهز ماركت” تكون حلقة اتصال بين مصنعى “الفاشون” وكل ما يرتديه الإنسان وبين تجار الجملة والمحلات والمعارض ولا تتعامل مع المستهلكين الأفراد، وبذلك يكون قد شغل الحلقة المفقودة التى بحث عنها كثيرا كل من المنتجين والعارضين الذين صعب على كل منهم الالتقاء بالآخر وبذلك ستوفر لهم “جاهز ماركت” منصة إلكترونية متطورة يستطيع المنتجون وأصحاب المصانع الالتقاء مع أصحاب المحلات، وبذلك تندفع عجلة الاقتصاد فى تلك الصناعة الحيوية، صناعة الملابس الجاهزة إلى الأمام بل وتتخطى مستقبلا حدود الدولة المصرية لتصل إلى أسواق بعيدة سواء فى أفريقيا أو المنطقة العربية أو حتى أوروبا بسهولة ويسر.
وإلى نص الحديث للتعرف على التفاصيل الكاملة لهذا المشروع المهم:

كتب: أشرف الليثى

• ما هى شركة “جاهز ماركت”، وما مجال نشاطها؟
“جاهز ماركت” شركة تعمل فى مجال التجارة الإلكترونية لمبيعات الجملة (B2B e-commerce)، وستكون بمثابة الوسيط بين المصانع المنتجة لكل ما يرتديه الإنسان من ملابس وأحذية وشنط وإكسسوارات وجميع أنواع “الفاشون” والموديلات المختلفة وبين تجار الجملة والمحلات الكبرى، ولن تتعامل مع الأفراد والمستهلكين مباشرة، وهدفنا الرئيسى أن نكون حلقة الوصل بين المصانع التى تبحث عن تسويق منتجاتها بصورة متطورة ومحلات بيع الملابس والأزياء والمنتجات المختلفة والتى تبحث عن أفضل وأرخص المنتجات من المصنع مباشرة دون وسيط، وبذلك ستقوم “جاهز ماركت” بشغل الحلقة المفقودة التى كان يحتاجها سوق “الفاشون” فى مصر حيث كانت المصانع تبذل مجهودا ضخما للوصول إلى المحلات وتفشل فى كثير من الأحيان فى الوصول إلى المحلات على مستوى الجمهورية ويقتصر فى النهاية نشاطها على عدد محدود من المحلات التى تتعامل معها، والحال نفسه بالنسبة للمحلات، حيث لا تنجح فى الوصول إلى أفضل المصانع وأجود الخامات وفى النهاية يقتصر تعاملها مع عدد محدود من المصانع ولذلك ستقوم “جاهز ماركت” بدور الوسيط على مستوى جميع محافظات الجمهورية للتيسير على الطرفين للوصول إلى بعضهما البعض.

• نريد التعرف على طريقة عمل الشركة وكيفية الوصول إلى طرفى المعادلة المصنع والتاجر والمحلات.
من خلال استخدام الإنترنت وما أفرزته جائحة كورونا والتى جعلت اعتمادنا بشكل كبير على الموبايل والإنترنت وبرز دور التجارة الإلكترونية بشكل كبير، فقد قمنا بتصميم “أبليكيشين” ومحتوى إلكترونى وهو عبارة عن موبايل أبليكيشين، وأنشأنا موقعا إلكترونيا، وسيقوم فريق عمل محترف فى التصوير بتصوير المنتج بطريقة متقدمة وعلى موديلات حية ويقوم فريق آخر بتجهيز الصور بشكل احترافى أيضا كى تصبح جاهزة للعرض، وفريق ثالث يقوم بعمل صياغة المضمون لكل موديل ويكتب كافة تفاصيله ويقدم شرحا كاملا للموديل من حيث مكوناته وتفاصيل إنتاجه وكل هذا يتم عمله مجانا للمصنع، وهناك فريق رابع على أرض الواقع يقوم بعرض تلك المنتجات على المحلات ويشرح لهم بواسطة تابلت كيفية التسجيل وعمل “الأوردر” وكيف يتعرف على مزايا كل منتج وفى نفس الوقت يتعرف هذا الفريق على المحلات والمزايا التى تتوافر لكل منها وتخصصاتها وبعد كل هذا تأتى مرحلة التنفيذ حيث يقوم المحل بعمل الأوردر للمصنع الذى يرغب فى التعامل معه وتكون شركة “جاهز ماركت” هى الوسيط، حيث يتم تجميع الطلبات كلها ويتم من خلالنا توزيع كل “أوردر” على المصنع المختار من قبل المحلات.

• ما الفوائد التى ستعود على المحلات والمصانع باستخدامها شركة “جاهز ماركت”؟
سيكون لدى المحلات عدة مزايا؛ أولا توسيع قاعدة المصانع التى يتعامل معها وبسهولة ويسر ويحصل منهم على أفضل منتجات وأفضل أسعار، ثانيا لن يكون فى حاجة لشراء كميات كبيرة، سيكون لديه فرصة لشراء كميات بسيطة ومتنوعة لأننا سهلنا له طريقة الاتصال وبذلك لن يكون لديه مخزون كبير وستخفف لديه أعباء التدفقات النقدية، ثالثا إذا لم يستطع المحل الشراء كاش من المصنع تقوم “جاهز ماركت” بتوفير إمكانية التقسيط له عن طريق شركة أخرى تم التعاقد معها تقوم بعملية التمويل والتقسيط مع العميل على مدد محددة بالاتفاق الثنائى معه وسداد قيمة البضاعة كاش للمصنع؛ كل هذا من أجل تيسير وتسهيل حركة التجارة، رابعا سيتم حل مشاكل نقل البضاعة من المصنع للمحل، حيث ستقوم “جاهز ماركت” بتوصيل البضاعة إلى المحل دون أى عناء من أصحاب المحلات.

• وما الفائدة التى ستعود على المصانع؟
سيتمكن المصنع من خلال نظام “جاهز ماركت” من الوصول إلى أسواق عديدة وكثيرة لم يكن يستطيع الوصول إليها بنفسه، ووفرنا له البيع كاش والحصول على قيمة منتجاته مباشرة عن طريق شركة أخرى تم الاتفاق معها ستقوم بتمويل قيمة البضاعة وتقسيطها على المحلات، ولن يتحمل المصنع تكاليف شحن ونقل البضاعة، حيث ستقوم “جاهز ماركت” بهذه المهمة.

• ما الخطوة التالية التى تفكر فيها “جاهز ماركت” لتوسعة نشاطها فى مجال التجارة الإلكترونية؟
نفكر فى اقتحام أسواق أخرى تكون شبيهة بالسوق المصرية وبذلك نكون قد نجحنا فى فتح أسواق تصدير لمنتجات المصانع المختلفة لم تكن تستطيع الوصول إليها من قبل، ووفرنا للمصانع عرض منتجاتها خارج مصر دون أن تكلف نفسها عناء المشاركة فى معارض أو السفر لعرض منتجاتها بنفسها وقد تنجح أو لا فى الوصول إلى منافذ البيع المختلفة، وفى الوقت نفسه نكون قد نجحنا فى مساعدة العارضين من خارج مصر للتعرف على احتياجاتهم من البضائع المختلفة وهم فى أماكنهم.

• ما الفائدة التى ستعود على “جاهز ماركت” من وراء القيام بهذا النشاط؟
سوف نحصل على نسبة من المبيعات سواء من المصنع أو من المحلات نظير قيامنا بهذا النشاط ونظير الخدمات التى نقدمها للطرفين من عرض وتسويق ونقل وتوفير وسائل تمويل وضمان.

• ما عدد المحلات التى تم تجميعها وتوفير المعلومات بشأنها؟
هناك أكثر من 6 آلاف محل وقعوا معنا عقودا للمشاركة فى هذا النظام وبالفعل قاموا بملء الأبليكيشين وجاهزون الآن للعمل فورا.

• وبالنسبة للمصانع، كم عدد التى تم التعاقد معها حاليا؟
اهتمامنا كان مركزا على المحلات فى المرحلة الأول ونقوم الآن بتجميع الداتا الخاصة بالمصانع لأن المصانع تأخذ وقتا أطول، حيث إننا ننتقى المصانع ذات السمعة الجيدة والتى تقدم منتجات بجودة عالية، وبالفعل بدأنا مع عدد كبير وسنعلن عنها بمجرد توقيع العقود وملء الأبليكيشين.

• هل التركيز حاليا على منتجات محددة أم أن مجال “جاهز ماركت” مفتوح أمام كافة المنتجات؟
فى المرحلة الأولى يتم التركيز على أى شىء يرتديه الإنسان من ملابس وإكسسوارات وأحذية وشنط.

• هل هناك تخطيط للتوسع فى منتجات أخرى مستقبلا أم سيكون النشاط مركزا على “الفاشون” فقط؟
نعمل وفقا لمراحل محددة؛ فالمرحلة الأولى ستكون مقصورة على “الفاشون” فقط وعلى السوق المصرية وتم تقسيمها لمناطق مثل منطقة الدلتا وتقسيم القاهرة لثلاث مناطق ومنطقة الصعيد، ثم الانتقال بعد ذلك فى المرحلة التالية إلى أسواق التصدير المشابهة للسوق المصرية اعتبارا من بداية العام القادم، ثم المرحلة اللاحقة الدخول فى منتجات أخرى بجانب الفاشون.

• ما الصعوبات التى واجهتموها فى عملكم الجديد بالسوق المصرية؟
الناس فى مصر ليس لديها بعد ثقة فى الشراء من خلال التجارة الإلكترونية وكنا متوقعين أن تكون تلك المشكلة أكبر من ذلك إلا أننا فوجئنا بأن كورونا سهلت كثيرا من الاعتماد على عملية البيع والشراء عبر الإنترنت والدليل أننا نجحنا فى أقل من شهر من الاتفاق مع أكثر من 6 آلاف محل للمشاركة فى هذا النظام الجديد، وحقيقةً، كان الفضل لجائحة كورونا فى اتخاذ خطوات سريعة فى إدخال ثقافة التجارة الإلكترونية إلى السوق المصرية.
الصعوبة الأخرى، تغيير نمط التعامل مع التجار الذين اعتادوا لسنوات طويلة على شراء منتجات بعد معاينتها عن قرب إلى شرائها عبر الإنترنت دون معاينة وفقا للطريقة التى اعتادوا عليها مع عملية إقناعهم بأنها نفس البضاعة التى سيرونها فى الفيديو أمام أعينهم، ولذلك كنا حريصين على أن يكون فريق التصوير فريقا محترفا على أعلى مستوى كى يتقن تصوير المنتج وعرضه على التاجر وكأنه يلامسها وهذا تطلب منا بناء استوديو للتصوير على أعلى مستوى.
أما بالنسبة لمرحلة التصدير، فنتوقع أيضا أن تواجهنا صعوبات عديدة ولكننا مستعدون لها من الآن من أجل التغلب عليها.

• كيف تواجهون مشكلة فقدان ثقة العميل فى التجارة الإلكترونية سواء نتيجة عمليات الخداع التى انتشرت أو عمليات النصب أيضا؟
أولا: طلبنا من العملاء عدم سداد قيمة البضاعة إلا بعد التأكد من أنها مطابقة للمواصفات التى تم عرضها عليهم، ثانيا: من حق صاحب المحل أيضا أن يرد البضاعة خلال 48 ساعة من استلامها إذا كان بها أى عيوب تصنيع أو غير مطابقة لمواصفات الجودة.
وهدفنا الأساسى أن نعمل على طمأنة العميل بكافة الوسائل ونحافظ على حقوقه لأن هذا يضمن لنا الاستمرارية فى السوق ويكسبنا ثقة العملاء.

• هل هناك تخطيط للتوجه إلى الأسواق الأفريقية مع العلم بأن هذه الأسواق لها أذواق خاصة بها قد تختلف عن أذواق العميل المصرى؟
هذه هى الخطوة القادمة لنا التوجه إلى الأسواق الأفريقية لأننا نعلم أنها أسواق واعدة وتستطيع أن تستوعب منتجات عديدة وسوف نطلب من المصانع الراغبة فى التعامل مع الأسواق الأفريقية مراعاة الأذواق الأفريقية وسوف نساعدهم إذا ما احتاجوا لعرض عليهم ما يناسب تلك الأسواق وغالبا المصانع يكون لديها خطة ومنتجات تناسب الأسواق المحلية ومنتجات أخرى مخصصة للتصدير وفقا لاحتياجات الأسواق المختلفة؛ وعلى سبيل المثال المصانع الصينية تنتج بضاعة تتناسب مع احتياجات وأذواق كل سوق على حدة وحتى احتياجات الأسواق الصينية مختلفة عن الأسواق الخارجية سواء فى الذوق أو الجودة أو المقاسات.

• هل تخشى من منافسة الشركات الأخرى المشابهة لنشاطكم، حيث من المتوقع أن نرى خلال الفترة البسيطة المقبلة عددا من الشركات المشابهة لنشاطكم وقد دخلت السوق؟
بالطبع لا نخشى من المنافسة مادمنا نعرف جيدا ماذا نريد وماذا يميزنا عن الآخرين وهذا شىء جيد أن نرى شركات مشابهة لنا فى السوق المصرية لأننا نقوم من جانبنا بتغيير ثقافة مجتمع ونعيد ثقة المستهلك فى التجارة الإلكترونية ونعمل على بناء جسور الثقة وهذا بالطبع يحتاج لتضافر جهود عدة شركات وليس شركة واحدة خاصة أن السوق المصرية سوق ضخمة تستطيع أن تستوعب عددا كبيرا من المصانع والشركات علاوة على أن أى مصنع يقام فى مصر فى الغالب لا يكون هدفه السوق المصرية فقط بل الأسواق العربية والأفريقية وربما الأوروبية أيضا وكل هذا يكون الانطلاق من مصر.

• ما حجم صادرات مصر من الملابس الجاهزة الآن؟
صادرات مصر من الملابس الآن مليار ونصف مليار دولار فى حين أن بنجلاديش صادراتها من الملابس فقط تصل سنويا إلى أكثر من 40 مليار دولار رغم أن إمكانياتنا تفوق بكثير الإمكانيات المتوافرة فى بنجلاديش ولذلك فمصر لديها فرصة كبيرة جدا للانطلاق فى هذا الاتجاه وربما تكون التجارة الإلكترونية تستطيع أن تساهم فى تحقيق هذا الهدف ولكن علينا أن ننتج وفقا لاحتياجات الأسواق الخارجية ووفقا لأذواقها التى تناسبها.

• بالنسبة للسوق الأفريقية هناك مشكلة تواجه المصدرين المصريين خاصة ما يتعلق بالضمانات المالية، هل تغلبتم عليها؟
درسنا هذه المشكلة جيدا ونحن كشركة “جاهز ماركت” سنقوم من جانبنا بتوفير الضمان المالى وتوريد مستحقات المصانع المالية بمجرد شحن البضاعة للخارج ونقوم من جانبنا بتحصيل قيمة البضائع من المستوردين الأفارقة؛ كل هذا سيتم بواسطة مؤسسات مالية مختلفة تم الاتفاق معها بالفعل.

• كم من الوقت استغرق للتفكير والإعداد لشركة “جاهز ماركت” قبل أن ترى النور؟
قمنا بعمل دراسات شاملة لهذا المشروع طوال سنة كاملة واكتشفنا أن هناك فرصا جيدة جدا للتجارة الإلكترونية فى مصر خاصة أن لدينا كافة الإمكانيات لتحقيق طفرة كبيرة فى هذا المجال شرط أن نكون أمناء مع العملاء لكسب ثقتهم.
ووجدنا أيضا أن لمصر مزايا نسبية فى الأسواق الأفريقية خاصة شرق القارة وفقا لاتفاقية الكوميسا ولم نستفد منها حتى الآن والميزان التجارى ليس فى صالح مصر فى حين استفادت منها دولة مثل كينيا وكذلك اتفاقية أغادير واستفادت منها المغرب.

• ما أهدافكم المستقبلية؟
حجم تجارة الملابس فى السوق المحلية فى مصر وفقا لتقديرات اتحاد الصناعات 300 مليار جنيه غير سوق التصدير الذى يعتبر هو التمدد الطبيعى والأمل المستقبلى لهذه الصناعة ونستهدف أن نحقق طفرة كبيرة فى هذه السوق سواء المحلية أو التصدير.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *