الإيكونوميست المصرية
العاصمة الجديدة..حدوتة مصرية…..بقلم: أشرف الليثى

العاصمة الجديدة..حدوتة مصرية…..بقلم: أشرف الليثى

بقلم: أشرف الليثى

احتفلت الصين بنجاحها فى القضاء على الفقر بحلول منتصف عام 2020 لتضيف بذلك معجزة جديدة تضاف إلى معجزاتها الاقتصادية، حيث بدأت الصين نهضتها الاقتصادية عام 1979 وخلال تلك السنوات كان شعارها الإنجاز والإتقان والابتكار، وتخلت الصين عن السياسات الشيوعية والشعارات الجوفاء التى لا تسمن ولا تغنى من جوع واهتمت فقط بجذب رؤوس الأموال وتنشيط الصناعات الصغيرة والمتوسطة بحيث يصبح كل شخص يعيش على أرض الصين منتجا ورجل أعمال بصرف النظر عن حجم أعماله وقيمة رأس ماله.

ومنذ تولى الرئيس السيسى مقاليد الحكم عام 2015، وضع نصب عينيه سرعة الإنجاز لأن مصر على مدى العقود الثلاثة الأخيرة فقدت رونقها كدولة وسيطرت العشوائية فى كل أنحاء البلاد شكلا وموضوعا، وحقيقة كنا شبه دولة كما قال الرئيس وكان علينا أن نعمل ليل نهار حتى نستطيع اللحاق بركب الحضارة والتطور العالمى خاصة أن العالم كله كان يسير بسرعة كبيرة ولم يعد هناك مكان للمتقاعس أو الكسول.

كنا فى مصر نسير بمبدأ غريب وعجيب حيث كان أى مشروع يحتاج دراسة جدوى وبعد الانتهاء منها نقوم بوضع حجر الأساس وبعد ذلك نبحث عن مصادر التمويل عن طريق الموازنة العامة للدولة والتى كانت بالفعل مثقلة بأعباء ضخمة جدا وعجز حاد فى كافة بنودها سواء نتيجة مخصصات الدعم التى كانت تستهلك ثلث الموازنة وبند الأجور يستحوذ على الثلث الآخر ولم يتبق سوى ثلث الموازنة المفروض أنها تغطى نفقات التعليم والصحة والمشروعات القومية وباقى الاحتياجات الأساسية ولذلك كان من الضرورى كسر هذه الدائرة الروتينية إذا ما أردنا أن نتطور.

بداية نجح الرئيس فى خلق ثقافة جديدة لدى الشعب المصرى تتمثل فى سرعة الإنجاز ولم يعد هناك حجر أساس بل لوحة تدشين المشروع بعد انتهاء تنفيذه ولم يعد هناك مشكلة فى البحث عن تمويل المشروع من خلال الموازنة العامة للدولة بل أصبح الاعتماد على صندوق تحيا مصر الذى يتم تمويله من خلال تبرعات المصريين ولم تعد ميزانية الدولة تثقل بتمويل المشروعات ولذلك تم خلال أربع سنوات إنجاز مشروعات فى قطاعات الإسكان ومياه الشرب والصرف الصحى والكهرباء والتموين والغاز الطبيعى والزراعة، نهاية بالمشروعات القومية الكبيرة التى تم تنفيذها على أرض الواقع، وذلك ضمن خطة التنمية الشاملة التى أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسى منذ توليه الحكم، ليكتب المصريون حدوته جديدة تروى للأجيال القادمة، وأصبحت مصر تتطور سواء فى الفكر أو التنفيذ، وحقيقة ما تم تنفيذه من مشروعات  خلال تلك الفترة القصيرة كانت تحتاج لأكثر من عشرين عاما.

لم تمنع جائحة كورونا وتداعياتها تنفيذ مشروع العاصمة الجديدة بل العكس واصل العمال المصريون العمل ليل نهار لتنفيذها فى الوقت المحدد وسيتم بمشيئة الله الانتقال إليها منتصف عام 2021 لتصبح لمصر عاصمة حديثة تضاهى العواصم العالمية وسيفخر كل مصرى بهذا الإنجاز الذى تحقق فى زمن قياسى من الممكن أن يضاف إلى إنجازات القيادة السياسية والحكومة المصرية.

ما يحدث فى مصر الآن بشهادة مؤسسات التمويل والتقييم الدولية إعجاز بكل المقاييس سببه الرئيسى إصرار الرئيس على سرعة الإنجاز وإتقانه وخفض تكلفته قدر الإمكان بحيث يصبح فى النهاية لدينا مشروعات قومية جبارة تم تنفيذها فى زمن قياسى بتكلفة منخفضة وإتقان كبير من أجل رفع مستوى معيشة الشعب المصرى وتحسين بيئة العمل لتصبح التجربة المصرية نموذجا يحتذى به مستقبلا بين دول العالم، وسيقف التاريخ طويلا أمام تنفيذ الحكومة للعاصمة الجديدة كحدوتة مصرية شاهدة على عظمة المصريين.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *