الإيكونوميست المصرية
السياحة المصرية تنتظر موسما مميزا

السياحة المصرية تنتظر موسما مميزا

فاطمة إبراهيم
حالة تفاؤل عارمة تعم قطاع السياحة المصرى، أحدثها إعلان الحكومة البريطانية استئناف الرحلات الجوية إلى منتجع شرم الشيخ وسط توقعات بانتعاشة لافتة خلال الفترة المقبلة، خاصة مع قرب موسم السياحة الشتوى.
وكانت بريطانيا قد أعلنت رفع القيود المفروضة على الرحلات الجوية من وإلى شرم الشيخ بعد حظر استمر 4 سنوات.
وقال جيفرى آدامز السفير البريطانى بالقاهرة إن هذا الإعلان جاء بعد تعاون وثيق بين خبراء أمن الطيران فى المملكة المتحدة ونظرائهم فى مصر. وتابع: “سوف نعمل عن كثب مع شركات الطيران التى ترغب فى استئناف الرحلات”.
وأفادت وزارة الخارجية البريطانية بأنها ألغت تحذيرها السابق بقصر السفر على الرحلات الضرورية من وإلى شرم الشيخ.
وتعد السياحة البريطانية من أفضل أنواع السياحة من حيث الإيرادات، حيث يتميز السائح الإنجليزى بالإنفاق العالى، وعلى الرغم من القيود التى كانت مفروضة على شرم الشيخ، فقد زار نصف مليون إنجليزى مصر عام 2018.
وتمثل السياحة البريطانية 13% من الحركة الوافدة من أوروبا إلى مصر، وتعد السوق البريطانية أهم سوق سياحية فى مصر قبل توقف حركة الطيران لجنوب سيناء عام 2015.
وقد حققت السياحة البريطانية نحو 1.5 مليون سائح عام 2010، وتراجعت لمليون و34 ألفا عقب يناير 2011.
وسجلت السياحة البريطانية عام 2014، 906 آلاف سائح، قضوا نحو 9.5 مليون ليلة، قبل توقف الطيران، وبلغ نصيب مدينة شرم الشيخ وحدها أكثر من 600 ألف سائح بريطانى عام 2014.
وهناك توقعات بوصول السياح الإنجليز لمصر عام 2020 إلى أكثر من مليون سائح، ونصيب شرم الشيخ 600 ألف سائح.
وقال خبراء بقطاع السياحة لـ”الإيكونوميست المصرية” إن القرار البريطانى شهادة إيجابية لمصر فيما يتعلق بإجراءات تأمين المطارات والمواقع السياحية، متوقعين تدفقا كبيرا للسياح من بريطانيا، وموسما سياحيا شتويا نشيطا.
ورحبت الدكتورة رانيا المشاط وزيرة السياحة بقرار بريطانيا الخاص برفع قيود الرحلات الجوية إلى منتجع شرم الشيخ.
وقالت رانيا المشاط إن هذه الخطوة من شأنها دفع العلاقات الثنائية بين البلدين لاسيما المضى قدما نحو آفاق أرحب فى قطاع السياحة الذى يعتبر ركيزة أساسية لاقتصاد مصر ومصدر رزق لملايين المواطنين وموردا رئيسيا للعملة الصعبة.
وأشارت وزيرة السياحة إلى أن هذا القرار يؤكد قناعة السلطات البريطانية بالأمن والأمان الذى تتمتع به مصر خاصة بعد الإجراءات التى اتخذتها الحكومة لتعزيز منظومة الأمن على جميع المستويات سواء فى المطارات أو المناطق السياحية.
كما رحبت وزارة الطيران المدنى المصرية بالقرار، وقالت إنه مؤشر للعلاقات والثقة بين مصر والمملكة المتحدة وتتويج للتنسيق الاستراتيجى الذى تم بين حكومتى الدولتين.
كما رحبت شركات الطيران والسياحة العالمية بالقرار، وقالت شركة تى يو آى الألمانية العملاقة إنها ستستأنف رحلات الطيران فى أقرب وقت ممكن.
وقالت شركة طيران إيزى جت أيضا إنها تتطلع إلى أية فرص لاستئناف نشاطها فى تنظيم رحلات الطيران والعطلات السياحية إلى شرم الشيخ قريبا.
ومن المتوقع، استئناف الطيران البريطانى فى العودة إلى مدينة شرم الشيخ قريبا، ما يؤدى إلى عودة السياحة التى فقدتها المدينة منذ 4 سنوات مضت.
وجمدت بريطانيا وروسيا رحلاتها عام 2015، بعدما انفجرت قنبلة على متن طائرة روسية كانت عائدة إلى سان بطرسبرج فوق سيناء بعد إقلاعها بوقت قصير، مما أسفر عن مقتل جميع ركابها البالغ عددهم 224 شخصا.
وبالرغم من التحسن فى الأوضاع الأمنية الذى أحرزته مصر، فقد تأجل قرار استئناف الرحلات لفترة طويلة. وطالب نواب بريطانيون فى مارس 2018 حكومتهم برفع الحظر ووقع نحو 35 نائبا على مقترح يطالبون فيه بإجراء مناقشة بمجلس العموم عن سبب كون المملكة المتحدة من آخر الدول فى أوروبا التى لم ترفع قيود السفر إلى شرم الشيخ.
وفى فبراير 2019، أخبرت رئيسة الوزراء البريطانية السابقة تيريزا ماى، الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال القمة العربية الأوروبية أنه بالرغم من قوة العلاقات التى تربط كلا البلدين، فإن الحظر المفروض على رحلات الطيران البريطانية لمصر لا يزال “قيد المراجعة”.
وتعرضت السياحة المصرية، التى تعد من أهم قطاعات الاقتصاد والمورد الرئيسى للعملة الصعبة، لضربة شديدة عقب 25 يناير 2011، وكذلك حادث الطائرة الروسية عام 2015، لكنها بدأت مؤخرا فى التعافى بشكل ملحوظ فى ظل الإجراءات الحكومية الرامية إلى تنشيط السياحة.
عبدالحميد راضى رئيس لجنة الطيران بغرفة شركات السياحة ووكلاء السفر قال إن رفع بريطانيا الحظر عن رحلات الطيران لشرم الشيخ بادرة طيبة للسياحة المصرية، ويعتبر قرار رفع الحظر رسالة إلى العالم كله بأن مصر بلد الأمن والأمان، وتطبق أعلى معايير الأمن فى مطاراتها، فضلا عن اهتمامها بالسياح.
وأشار راضى إلى أن قرار رفع بريطانيا الحظر عن رحلات الطيران لشرم الشيخ يساهم فى تعافى إيرادات السياحة، حيث إن السوق البريطانية تأتى فى المركز الرابع للسياحة المصرية، مشيرا إلى أن السياحة البريطانية تعتبر من أفضل أنواع السياحة من حيث الإيرادات، ورغم كل القيود التى فرضتها الحكومة البريطانية على خطوط الطيران، فإن أعداد السياح الإنجليز كان فى تزايد مستمر، حيث زار مصر ما يقرب من 435 ألف بريطانى عام 2018 .
وزادت إيرادات السياحة المصرية بـ 28.6% فى السنة المالية 2018-2019 إلى 12.6 مليار دولار، مقارنة بـ 9.8 مليار فى السنة المالية 2017-2018، وفقا لبيانات البنك المركزى.
ولفت إلى أن إيرادات السياحة البريطانية تفوق السياحة الروسية، حيث إنها تستهدف الأقصر وأسوان والقاهرة، وهى الأعلى من حيث الإيرادات، وتمثل من ثلاثة إلى أربعة أضعاف السياحة الروسية.
وعن إفلاس شركة توماس كوك البريطانية وتأثير ذلك على حجم الوفود البريطانية إلى مصر، قال راضى إن الشركة تملك أسطول طيران يصل إلى أكثر من 180 طائرة، وبإفلاس الشركة تبدأ الشركات منخفضة التكلفة فى ملء هذا الفراغ، كما أن هناك شركات أخرى تدخل السوق وتحل محلها.
من جهته ذكر مجدى سليم وكيل أول وزارة السياحة سابقا أن قرار الحكومة البريطانية باستئناف عودة رحلات الطيران إلى شرم الشيخ من جديد يعتبر مؤشرا جيدا لأنه بمثابة شهادة دولية للحالة الأمنية المستقرة التى تعيشها مصر، مشيرا إلى أن ذلك يعكس انطباعا للدول الكبرى ومواطنيها بأن مصر تتمتع بالأمان ومطاراتها آمنة .
وأضاف سليم أن ذلك يعطى صورة ومؤشرا على تحسن حركة السياحة الوافدة من بريطانيا، لاسيما أن بريطانيا سوق سياحية جيدة وتأتى فى المراكز الخمسة الأولى بالنسبة للسياحة المصرية، مشيرا إلى أن المقصد السياحى الأساسى هو البحار للاستمتاع والاسترخاء، والقليل يأتى للسياحة الثقافية.
فيما أشار باسم حلقة نقيب السياحيين إلى أن قرار عودة رحلات الطيران من بريطانيا إلى شرم الشيخ سيكون له مردود كبير على المدى القريب على سوق السياحة فى مصر، لافتا إلى أن السياحة البريطانية تمثل أهمية كبيرة للحركة السياحية من حيث الأعداد والأفواج.
وقال حلقة إن رفع القيود البريطانية عن رحلات الطيران لشرم الشيخ يعنى أن مصر آمنة، ودرجة التأمين بشرم الشيخ مرتفعة سواء من حيث تأمين الركاب أو المطارات، متوقعا أن تحذو دول أخرى حذو بريطانيا، وترفع الحظر عن السياحة إلى مصر مثل روسيا، لافتا إلى أن السياحة البريطانية تساهم بنحو 30% من حجم الإيرادات للسياحة المصرية.
وتوقع نقيب السياحيين أن يمثل استئناف رحلات الطيران البريطانية إلى شرم الشيخ انطلاقة لحركة السياحة ويحدث انتعاشة تفوق عام 2010، وأضاف: “صحيح أن حركة السياحة من بريطانيا لم تتوقف السنوات الثلاث الماضية عن زيارة منتجعات البحر الأحمر المصرية خاصة الغردقة وشرم الشيخ، عبر خطوط نقل مختلفة، لكن وجود خطوط مباشرة سوف يسهم فى زيادة تلك الأعداد”.

Related Articles