بقلم: الإذاعى/ إبراهيم أمين أباظة
كبير المراسلين برئاسة مجلس الوزراء
مع بدايات القرن الحادى والعشرين، دخل التوك توك مصر حيث نظر إليه المسئولون فى ذاك الوقت على أنه فرصة ممتازة لتوفير فرص العمل للشباب وأسلوب مستحدث للمساهمة فى إيجاد وسيلة للمواصلات تتحرك بكل حرية وسهولة داخل القرى وشوارع المدن الداخلية، وسرعان ما انتشر التوك توك انتشار السرطان فى الجسد حيث أقبل على شرائه الكثيرون من ذوى رأس المال المحدود لأن سعره لايتجاوز تسعة آلاف جنيه، ومع تزايد الإقبال عليه نتيجة المكاسب التى حققها تضاعف سعره فى غضون عدة سنوات ليصل الآن بما يتجاوز الخمسين ألف جنيه. ومن الطريف وخلال عملى الإذاعى، قمت بتخصيص حلقة من برنامجى حديث الناس لتكون عن التوك توك، وكان لى لقاء مع أحد سائقى التوك توك الذى روى لى ضاحكا أنه أثناء سيره فى الشارع وقف وأشار لقائد سيارة لتكون له الأولوية فى المرور بالطريق لكن قائد السيارة رفض وقال له اتفضل انت دائما التوك توك بتاعك أغلى فى سعره من سيارتى! لقد جذبت قيادة التوك توك مئات الآلاف من الشباب ولا أبالغ إذا قلت ملايين الشباب لأن وفق المعلومات وإن كانت غير دقيقة إلى حد ما هناك نحو ثلاثة ملايين توك توك يتحركون فى شوارع مصرالمحروسة وحاراتها وأزقتها، ولذا نجد الشباب يسعى جاهدا لتحقيق حلمه فى امتلاك توك توك أو على الأقل العمل عليه باعتباره وسيلة للرزق مضمونة التكسب السريع وقليلة التكلفة فيما يتعلق بالصيانة خاصة مع عدم توافر الوظيفة الحكومية بنسبة 99.9 فى المائة وهو ما جعل الشباب يقبل عليه إقبالا كبيرا، وهو ما أثر سلبا وللأسف الشديد لأنه أدى لنقص كبير فى وجود العمالة الماهرة فأصبح من الصعب وجود مهن حرة متميزة فى إبداعتها العملية مثل السباكة والنقاشة والخراطة والنجارة وغيرها من المهن التى تحتاج إلى مواصفات خاصة لمن يعمل بها، فعزف الشباب عنها ولجأ للتوك توك باعتباره كما ذكرت آنفا وسيلة للتكسب السريع تدر عليه فى المشوار الواحد عشرة جنيهات ذهابا ومثلها إيابا وفتح بالفعل بيوتا وزوج شبابا ونال أرباحا لايدفع عنها ضرائب ولايحزنون، وصار التوك توك يمثل أبشع أنواع العشوائية فى المرور والسير عكس الاتجاه فى الطرق بلا رادع وكيف يتم ردعه وهو يتحرك بكل حرية عدم وجود ملف له بإدارات المرور ولا يشمله الاقتصاد الرسمى بل يستخدم الآن فى ارتكاب العديد من الجرائم سواء فى السرقة أو الاغتصاب أو الخطف وغير ذلك من الجرائم .. لذا أقول إذا كنا قد افتقدنا العمالة الماهرة بفضل التوك توك فعلى الأقل مطلوب سرعة الاعتراف به على أرض الواقع باستخراج رخص تنظم حركة سيره ووضعه ضمن وسائل النقل المعتادة ووجود ملف ضريبى له تجلب للبلاد الملايين من الجنيهات إن لم تكن المليارات التنظيم يجعلنا نتعقب سائقه إذا ارتكب جريمة وما أكثرها من جرائم للأسف! … وقانا الله وإياكم من شر التوك توك.