الإيكونوميست المصرية
التفاؤل دواء مجانى… بقلم: محمد فاروق

التفاؤل دواء مجانى… بقلم: محمد فاروق

بقلم: محمد فاروق

التفاؤل نعمة لا يستطيع الإنسان أن يستمر فى الحياة أو يواصل مسيرته بشكل سوى سليم بدونها، فبالتفاؤل نتحلى بالقوة، ونتخطى الصعاب، ونقاوم الأزمات مهما كانت شدتها، ونجتاز المشكلات.
والله تعالى خلق الإنسان كائنا محبا للحياة، متفائلا، مقاوما للأزمات، متعايشا مع أصعب الظروف، متمسكا بكل سبل البقاء، تلك الصفات جعلته يتخطى كل الأحداث والكوارث والأخطار التى واجهها على مر التاريخ والتى كان العديد منها كفيلا بالقضاء تماما على العنصر البشرى من على وجه الأرض.
ورسولنا الكريم كان يحب الفأل والتفاؤل، حيث قال صلى الله عليه وسلم: “لا عدوى ولا طيرة، ويعجبنى الفأل الصالح: الكلمة الحسنة”، كما قال الرسول الكريم: “ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة”، وفى الحديث القدسى قال تعالى: “أنا عند ظن عبدى بى، فإن ظن بى خيرا فله، وإن ظن بى شرا فله”.
وبعض العلماء رأوا أن الإنسان يجذب ما يتوقعه ويفكر فيه باستمرار وأطلقوا على ذلك “قانون الجذب”، فهم يعتبرون أنك لو ظللت طوال الوقت تفكر فى الفقر مثلا فستجذبه إليك والعكس، ولو ظللت تفكر فى المرض فستجذبه إليك والعكس، وهكذا، وبغض النظر عن صحة أو عدم صحة هذا القانون، فإن به الكثير من الصواب؛ فالتفكير الدائم فى الشىء سيجعله محور اهتمامك وبالتالى لن ترى غيره فى هذه الحياة وستكون أقرب له من أى شىء آخر، فهو كالطاقة، فلو ظللت تجذب طاقات سلبية فلن يتحملها جسدك وستنهار نفسيتك وبالتالى ستكون عرضة لكل الأمراض، أما جذبك للطاقة الإيجابية فسيعود عليك بالقوة والأمل والتفاؤل والتفكير السليم الإيجابى وبالتالى النجاح فى حياتك. وهنا أنا لا أتحدث عما يكتبه المولى سبحانه وتعالى على الفرد من أقدار فهذا شىء مفروغ منه وليس محل جدال، ولكن أتحدث عن اختياراتك أنت.
فبخلاف الظروف التى لا يد لنا فيها والتى لا نستطيع التحكم بها، فإننا من نحدد سعادتنا من خلال ما نحيط أنفسنا به، فإذا أحطنا حياتنا بالطاقات الإيجابية والأشخاص المتفائلين والأفكار السعيدة والآمال المضيئة فسينعكس ذلك علينا تلقائيا بالإيجاب، والعكس صحيح تماما، فلو انغمسنا وسط الطاقات السلبية والمتشائمين فسنجذب كل ما هو سلبى وكئيب ونحن فى غنى عنه.
فالسعادة قرار، فجميع البشر يتعرضون للأزمات والمشاكل، لكن هناك من يتخذ قرارا بالتغلب على عثراته ويصر على الابتعاد عن أى شىء يؤرقه أو يحزنه.
ومادامت الحياة واحدة، فلماذا لا نعيشها فبتفاؤل وسعادة؟ ومادامت الأقدار مكتوبة ومقدرة، فلماذا نحمل الهموم ونكتئب؟ فكل ما هو مطلوب منا أن نعمل ونجتهد ولا نحمل أنفسنا فوق طاقتها ولا نحملها عناء التفكير فى مشاكل وهموم الغد والمستقبل غير المعلوم، فالغيب بيد الله وحده.
مع كل عام جديد بل وكل يوم جديد لابد أن نستقبله بتفاؤل وأمل، وبإذن الله تعالى سيكون عاما سعيدا ومبهجا علينا جميعا وعلى مصرنا الغالية.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *