الإيكونوميست المصرية
الإصلاح الاقتصادى يصد موجات كورونا…بقلم: محمد فاروق

الإصلاح الاقتصادى يصد موجات كورونا…بقلم: محمد فاروق

بقلم: محمد فاروق

عام كامل مضى منذ ظهور فيروس كورونا وتحديدا فى ديسمبر 2019 فى الصين، والذى سرعان ما انتشر بعدها فى كل دول العالم ولم يترك بقعة على وجه الأرض إلا وغزاها.

عام صعب رأينا فيه مالم نراه طوال حياتنا، فدول العالم كلها بلا استثناء أغلقت أبوابها، ومظاهر الحياة تكاد تكون قد توقفت إلا من الخدمات الطبية والوظائف الحيوية، واقتصادات العالم أخذت تصارع شبح الركود فى قطاعات عديدة والشلل التام فى قطاعات أخرى.

رأينا الكثير من الدول الكبرى تقف عاجزة أمام هذا الفيروس وهو يحصد أرواح أبنائها دون أن تستطيع فعل أى شىء.

أما فى مصر، ورغم أننا دولة نامية فقد استطعنا مواجهة هذه الجائحة والتعامل مع الأزمة بمنتهى الاحترافية بفضل الله أولا ثم بفضل برنامج الإصلاح الاقتصادى الذى اتخذته القيادة الحكيمة وأصرت على تنفيذه رغم انتقادات البعض.

فقدرة الدولة على مجابهة فيروس كورونا أسكتت جميع الأصوات التى كانت تقول إن هذا برنامج الإصلاح الاقتصادى أضر بالمصريين ولم يشعر المواطن البسيط بنتائجه وإيجابياته، وأسكتت أيضا الذين رأوا أنه كان من الأفضل أن يتم تنفيذه لكن ببطء وعلى مراحل أطول، كل هؤلاء أصابهم الصمت حين هجم علينا فيروس كورونا واستطعنا التعامل معه والحد من خطورته، فماذا كنا سنفعل لو لم ننفذ برنامج الإصلاح الاقتصادى الذى ساعدنا على رفع الاحتياطى الأجنبى ليصل إلى 45.5 مليار دولار فى مارس 2020، وبسببه استطعنا الوفاء باحتياجاتنا من السلع خلال فترة الجائحة، فالاحتياطى الأجنبى كان فى 2016 قبل برنامج الإصلاح 17 مليار دولار أى يغطى واردات مصر لمدة 3 أشهر فقط.

فالمواطن لم يشعر بأى نقص فى أى سلعة أو خدمة، رغم توقف العديد من موارد الدولة، كما أن الدولة تكفلت بإنفاقات استثنائية لمواجهة أزمة كورونا من استقدام المصريين العالقين فى الخارج والتكفل بتكاليف المقيمين فى العزل الطبى، وتقديم الخدمات الطبية للمرضى، وتوفير المستلزمات الطبية، ومواصلة أعمال التعقيم فى كل الأماكن، ومساعدة العمالة غير المنتظمة، وتخفيف العاملين فى الجهاز الإدارى ودفع مرتباتهم بالكامل، وغيرها.

ووسط كل هذا لم تتوقف المشروعات القومية والمشروعات الكبرى وتواصلت أعمال البناء فى المدن الجديدة وفى العاصمة الجديدة واستمرت إنشاءات الطرق والكبارى.

فيروس كورونا أظهر النظرة الثاقبة والرؤية البعيدة للقيادة المصرية حين أصرت على تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادى فى أسرع وقت ممكن، ففى مصر ولله الحمد لا نشعر أبدا بأننا فى فترة موجة ثانية للفيروس اللعين، فالحياة تسير بشكل طبيعى والأسواق ممتلئة بالسلع وكافة الخدمات تقدم للمواطنين، مهرجانات وحفلات ومباريات مستمرة، مطاعم وكافيهات وفنادق مفتوحة، شعب يتعامل مع الفيروس ويتعايش معه دون توقف لأوجه الحياة، ننعم بالأمان فى بلدنا بفضل الله وبفضل برنامج الإصلاح الاقتصادى.

مصر الدولة الوحيدة فى المنطقة التى تفادت الانكماش الاقتصادى فى ظل أزمة انتشار كورونا، وذلك وفقا لصندوق النقد الدولى والبنك الدولى ودويتشه بنك والبنك الأوروبى لإعادة الإعمار والتنمية، لتسجل نموا خلال العام المالى الجارى يبلغ 3.3%. كما سبق وأن أكد صندوق النقد الدولى أن كل دول العالم ستحقق نموا بالسالب هذا العام، عدا 18 دولة فقط هى التى ستحقق نموا إيجابيا من ضمنها مصر.

لا ننكر أننا تحملنا صعابا أثناء تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادى، لكننا ننعم الآن بالطمأنينة والأمان الاقتصادى نتيجة ما تحملناه، فبرنامج الإصلاح الاقتصادى أنقذنا من الانهيار، فتحية للرئيس عبد الفتاح السيسى صاحب الرؤية والذى تحمل المسئولية من أجل النهوض بهذا البلد، وتحية للحكومة التى استطاعت تنفيذ هذا البرنامج بأسلوب استحوذ على إشادات المؤسسات المالية الدولية، وتحية لمحافظ البنك المركزى الذى أطلق مبادرات ساهمت فى إنجاح هذا البرنامج، وتحية لأبناء مصر المخلصين الذين يقفون دائما خلف وطنهم من أجل النهوض به والحفاظ عليه.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *