الإيكونوميست المصرية
استثمر فى مصر —————بقلم أشرف الليثى

استثمر فى مصر —————بقلم أشرف الليثى


أشرف الليثى
لم يكن إخفاق المنتخب المصرى فى كأس العالم إلا نتيجة لغياب التنسيق والتناغم بين مؤسسات الدولة جميعها وليس إخفاق اتحاد الكرة أو وزارة الشباب أو جهة بعينها.. الإخفاق جاء نتيجة أن الهدف كان واضحا وهو وجودنا فى كأس العالم ورغبتنا فى الوصول الى الأدوار المتقدمة لكن دون أن يكون هناك وسيلة أو خطة مدروسة للوصول وتنفيذ تلك الطموحات، هذا ما نفتقده للأسف فى التخطيط لحياتنا كلها فى كافة المجالات .
ربما تكون الأهداف واضحة والتطلعات كبيرة ولكن لا توجد رؤية محددة لكيفية تنفيذ تلك الأهداف، وهذا ما يحدث الآن بالنسبة لشعار “استثمر فى مصر” جميعنا يتطلع ويأمل ويتمنى أن تزيد الاستثمارات الأجنبية وأن تعود السياحة إلى معدلاتها الطبيعية، ولكن هل هناك خطة مدروسة لتنفيذ ذلك؟ أعتقد أن الإجابة لا. هل هناك تعاون وتفاهم بين كافة مؤسسات الدولة لتنفيذ هذا الهدف أو ممكن أن نطلق عليه الحلم لأنه ببساطة زيادة الاستثمارات الأجنبية تعنى خلق فرص عمل أمام الشباب واستقدام تكنولوجيا جديدة والتعرف على أساليب حديث فى الإدارة وزيادة معدلات النمو فى الاقتصاد القومى؟ فوائد كثيرة وعديدة وجميعنا يعلمها جيدا ولكن لم تظهر أى خطة لتوضيح كيفية تنفيذ هذا الشعار “استثمر فى مصر”.
أولا.. لا يعقل أن نطلق شعار “استثمر فى مصر” وفى نفس الوقت نطلق شعار “مصر تحارب داعش” أو أى شعار خاص بالإرهاب، فرغم أن تلك الشعارات تلهب مشاعر المواطنين الوطنية فإنها تعطى انطباعات فى الخارج بأن الإرهاب منتشر فى مصر وفى كافة ربوعها وهذا مخالف للواقع، فجميعنا يعلم أن الإرهاب محاصر فى منطقة شمال سيناء فى منطقة محدودة للغاية ويتم الآن القضاء عليه، ولكن هل الناس فى الخارج يعلمون أن سيناء بها منطقة آمنة تماما فى الجنوب ومن بينها مدينة شرم الشيخ ودهب ونويبع وباقى مدن جنوب سيناء؟ لا يعلمون ذلك، فالجميع فى الخارج يعلم أن سيناء أرض واحدة وأن قناة السويس ومحور القناة الذى يعتبر أمل مصر متاخم لسيناء.
أعتقد أننا ربما بحسن نية نضيع مجهودا ضخما يبذل الآن من أجل الترويج لمصر المستقبل ومصر الآمنة التى يعيش شعبها فى آمان يفوق مستوى الآمان فى الولايات المتحدة وفى العديد من الدول الأوروبية بل أنها الأكثر أمانا على مستوى دول القارة الأفريقية، ورغم أن هذه مؤشرات إيجابية فإنها لابد أن تتم الاستفادة منها للترويج للاستثمار فى مصر ويجب أن تقوم مؤسسات الدولة كلها بخدمة هدف واحد واضح وهو الاستثمار وعودة السياحة من خلال زيادة الوعى لدى جميع فئات الشعب المصرى بأن مصلحة كل فرد من أفراده مرتبطة ارتباطا وثيقا بزيادة حجم الاستثمارات والسياحة، ومن خلال التخلى قليلا عن نشر ما تقوم به قواتنا الباسلة فى تطهير سيناء من الإرهاب ونترك عمل الأمن لقواته دون ضجيج أو إعلان بل علينا أن نظهر للعالم كله بأن مصر تتمتع الآن بالأمن وخاصة سيناء، وأعتقد أن السياحة الدينية الخاصة بمسار العائلة المقدسة فى مصر سيكون لها تأثير إيجابى ضخم بمجرد وصول أول فوج من الحجاج الكاثوليك.
حان الوقت لأن تتفاعل كافة مؤسسات الدولة من أجل تحقيق الهدف الأسمَى لرفع مستوى معيشة الأفراد وتحسين حياة المصريين كهدف قومى كما قال الرئيس عبد الفتاح السيسى.

Related Articles