النجاح لا يأتى مصادفة ولكن نتيجة جهد وعرق دائم طوال سنوات، ومقومات وفكر وعقلية رائعة.. هذا ما يمتلكه رجل الصناعة محمد أبو العينين، فحياته قصة نجاح ومشوار تحدٍ لمصرى من أسرة متوسطة استطاع أن يصل للعالمية، ويحفر اسمه بحروف من نور فى سجل الاقتصاد العالمى.. رجل صناعة من طراز رفيع وعقلية اقتصادية رائعة.. مؤسس مجموعة “كليوباترا” التى تعد واحدة من أهم 4 صروح صناعية واقتصادية فى العالم.. ومنتجاته تصدر لأكثر من 110 دول حول العالم، كما حصد “أبو العينين” عشرات الجوائز العالمية من اليابان وأمريكا وإيطاليا.
“أبو العينين” سياسى بارز ورجل وطنى من طراز رفيع، عندما يتعلق الأمر بمصر تجده فى أول الصفوف مناضلا ومحاربا ومدافعا عن تراب الوطن، مضحيا بحياته فداء لمصر، فكان أول من سافر للأمم المتحدة ودول أوروبا لكشف حقيقة ما يحدث فى مصر بعد ثورة 30 يونيو وتصحيح الصورة وكشف كذب ومحاولات قوى الشر التى أرادت رسم صورة مشوهة عما يحدث فى مصر.. وذلك بفضل ما يمتلكه من علاقات قوية فى الخارج كونه الرئيس الشرفى للبرلمان الأورومتوسطى.. عقب لقائه مع بان كى مون الأمين العام السابق للأمم المتحدة خرج الأخير وأعلن أن “30 يونيو ثورة شعبية حماها الجيش المصرى”.. أبو العينين تاريخ طويل من النضال والدفاع عن الوطن ضد الجماعة الإرهابية ومخططاتها ضد مصر.
خلال حواره الهام مع مجلة “الإيكونوميست المصرية” وضع “أبو العينين” روشتة وخارطة طريق لتحقيق نهضة صناعية فى مصر، مؤكدا أن مصر فى 2020 تدخل مرحلة الانطلاق الاقتصادى، ودعا لضرورة تأسيس مجلس أعلى للصناعة يتبع الرئيس مباشرة، وإلى إقامة مؤتمر اقتصادى عالمى يجمع أكبر 300 شركة بالعالم للتسويق للفرص الاستثمارية فى مصر، وأبدى تفاؤله بأن مصر ستصبح ضمن أكبر 10 اقتصادات فى العالم بحلول 2030، وتحدث عن حكاية 25 عاما من النجاح لمنتجات سيراميكا كليوباترا فى السوق اليابانية.
وأكد “أبو العينين” أن الرئيس السيسى قائد وطنى صادق وشجاع عاشق لمصر وشعبها، اكتسب احترام العالم واستطاع أن يغير صورة مصر أمام العالم، وأن يكون صمام آمان لمصر العرب، وأن يحقق معجزة اقتصادية ونهضة فى شتى المجالات، موضحا أن رجال الأعمال المصريين أياديهم وقلوبهم مع الرئيس لنهضة مصر الصناعية وبداية عام الصناعة فى 2020.
وكشف “أبو العينين” تفاصيل لقائه مع رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة وعدد من المسئولين البارزين بالإدارة الأمريكية والكونجرس حول سد النهضة.. مؤكدا أن حلمه أن نبنى مصر الصناعية المتقدمة وأن تصبح مصر شريكا أساسيا فى الثورة الصناعية الرابعة.. وإلى نص الحوار.
حوار: أشرف الليثى
• عقد خلال الأيام الماضية مؤتمر مصر الاقتصادى الأول وكنت أحد أبرز الحضور لمناقشة مرحلة ما بعد الإصلاح الاقتصادى.. بصفتك واحدا من رجال الصناعة الوطنيين ما الروشتة التى يحتاجها قطاع الصناعة المرحلة المقبلة ليقود عملية التنمية بمصر؟
الصناعة هى مستقبل الأمة وطريق مصر نحو التنمية المستدامة، فلا توجد أى دولة تقدمت بدون صناعة فهى “محرك النمو والتصدير والقيمة المضافة”، أكثر من 100 دولة بما فيها أكثر الدول تقدما وضعت خلال آخر 10 سنوات استراتيجيات جديدة لتشجيع الصناعة وحوافز استثمارية فى الصناعات عالية القيمة المضافة والإنتاجية، وأكثر من 80% من إجراءات الدول لتشجيع الاستثمار تأتى لصالح الاستثمار الصناعى.
وللنهوض بالصناعة المصرية سريعا علينا تخفيض تكاليف الاستثمار والإنتاج من خلال حزمة إجراءات جريئة لخفض أسعار الطاقة وربطها بالأسعار العالمية وخفض الفائدة وتكاليف النقل والعمالة وأسعار الأراضى وإلغاء الضرائب العقارية على المصانع، والتوجه نحو التخصص الإنتاجى وتوطين الصناعات فى المحافظات وفق ما تتمتع به كل محافظة من مزايا، مع خلق مناطق صناعية متخصصة بها كل الخدمات بما يؤهلها لجذب الاستثمارات، وكذلك الربط بين المناطق الصناعية وبعضها والموانئ للتصدير، وخفض التكاليف وتعميق الصناعة والربط بين المشروعات الصغيرة والكبيرة.
علينا نشر فكر المناطق الصناعية والاستثمارية بنظام المناطق الاقتصادية الخاصة والترويج لها داخليا وخارجيا، مع إعادة دور بنك التنمية الصناعية وبنك تنمية الصادرات ليقوما بتوفير التمويل بسعر فائدة منخفض للصناعة.
كذلك من الضرورى تهيئة مصر لدخول الثورة الصناعية الرابعة وتقديم حزمة حوافز للشركات العالمية لتشجيعها على الاستثمار فى مصر فى مجال الصناعة وإطلاق برامج تأهيل وتدريب بالجامعات للشباب على هذه الصناعات، إلى جانب الربط بين الموانئ ومناطق الإنتاج والاستهلاك وربط المناطق الصناعية بشبكة من خطوط السكك الحديدية والطرق السريعة وتعظيم الاستفادة من النقل النهرى.
• حتى الآن لم نحقق طموحنا من إقليم قناة السويس.. فكيف يمكننا جذب الشركات الكبرى للمنطقة الاقتصادية للقناة؟
بداية على أن أحيى الفريق مهاب مميش لأنه أحيا هذه المنطقة، وقبله كانت منطقة منسية ولم يكن بها مرافق ولكنه بدأ يروج للمنطقة عالميا الأمر الذى مثل نقلة كبيرة، والآن أصبح هناك قانون متميز للمنطقة ومجلس إدارتها يقوم بجهود كبيرة، والاستثمارات بالمنطقة سواء المصرية أو الأجنبية تتزايد بشكل كبير، أصبح لدينا المنطقة الاقتصادية الروسية والصينية، وهناك العديد من الدول تدرس حاليا إقامة مناطق صناعية لها منها اليابان والبرتغال. وعلينا الحوار مع شركاء مصر الاقتصاديين كألمانيا والولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا لإنشاء مناطق اقتصادية خاصة بشركاتهم، ومنح حوافز غير ممنوحة فى القانون للمنطقة مقارنة بالحوافز الممنوحة فى المناطق الأخرى بالعالم.
إن طموحاتنا كبيرة ومن الضرورى أن يكون لدينا خطة قوية للترويج والتسويق عالميا ليس للمنطقة الاقتصادية فقط ولكن التسويق لمصر سياحيا واقتصاديا وجذب للاستثمارات، من خلال شركة عالمية متخصصة فى ذلك، فمصر بإمكاناتها الهائلة لا ينقصها سوى جودة التسويق عالميا، وأقترح عقد مؤتمر عالمى للترويج للاستثمار فى مصر فى العاصمة الإدارية الجديدة، وندعو له أكبر 300 شركة فى العالم، ونقدم 100 فرصة استثمارية مدروسة ولها حوافز وحاصلة على جميع الموافقات مسبقا، تقدم هذه المشروعات كفرص استثمارية بحوافز ومبادرات غير مسبوقة بمناسبة دخول مصر عصر الانطلاق الاقتصادى، هذا سيجعل هناك تسابق على الاستثمار فى مصر، ومن شأنه أن يضع مصر على خريطة الاستثمار العالمى بقوة.
• تجربة “مجموعة كليوباترا” تمثل أحد النماذج الناجحة عالميا فى العديد من المجالات.. محطات طويلة حتى أصبحت “كليوباترا” رقما فى معادلة الصناعة العالمية.. فحدثنا عن تلك التجربة الملهمة وكذلك عن نسبة مشاركة المجموعة فى الدخل القومى المصرى والقطاع الصناعى.
“مجموعة كليوباترا” بدأت فى مصر عام 1983، وأقمت أول مصنع للسيراميك فى الشرق الأوسط وسط صحراء العاشر من رمضان، ثم انتقلنا إلى السخنة فى المنطقة الاقتصادية الصناعية، كنا أول من أدخل صناعة السيراميك والبورسلين لمصر، والآن أصبح لدينا أكبر مصنع للسيراميك فى مصر والشرق الأوسط والثالث أو الرابع على مستوى العالم، ومشاريع مجموعة كليوباترا تنتشر فى كافة أنحاء مصر فى العاشر من رمضان، وشمال غرب خليج السويس، وشرق العوينات، وشرم الشيخ، والغردقة، ومرسى علم، ومرسى مطروح، والنوبارية، وغيرها.. كنا من رواد الاستثمار فى هذه المناطق وأصبحت مشروعاتنا مزارا للملوك والرؤساء ونموذجا يحتذى به للأجيال الجديدة من المستثمرين.
هذا النجاح لم يأتِ بالصدفة ولكن نتيجة جهد وعرق وإصرار، كنت حريصا على خلق جيل صناعى حديث لأول مرة فى مصر، أنشأنا أكاديمية كليوباترا التعليمية واستقدمنا خبراء فى صناعة السيراميك من الخارج ليعلموا الشباب المصرى أساسيات الصناعة الحديثة والتخصص الإنتاجى والابتكارات والتكنولوجيا، والجزء الفنى والعلمى فى الصناعة، ونجحنا فى تخريج فنيين مصريين محترفين استفادت منهم السوق المصرية والأسواق العربية.
عدد العمالة فى المجال الصناعى فقط لدينا وصل إلى 25 ألف عامل، ومنتجاتنا يتم تصديرها إلى أكثر من 100 دولة حول العالم، بينها دول صناعية كبرى، تنوعت بعد ذلك أنشطة المجموعة دخلنا القطاع السياحى وأنشأنا فنادق وقرى سياحية فى الساحل الشمالى والغردقة وشرم الشيخ وطابا ومرسى علم، ثم للأنشطة الزارعية وبدأنا فى منطقة شرق العوينات، أقمنا مزرعة متطورة لزراعة القمح والشعير والذرة للمشاركة فى تخفيف حدة استيراد تلك السلع الضرورية الهامة والتى كانت ترهق ميزانية الدولة وتستنزف العملة الصعبة، ثم أقمنا مزارع فى النوبارية والعاشر من رمضان وشرق السويس وسهل الطينة ووادى الملاك، ونجحنا فى تحويل المناطق المهجورة والنائية إلى مناطق آهلة أقيمت عليها المزارع النموذجية، ونجحنا فى تنوع المنتجات الزراعية، ونصدر منتجاتنا إلى أوروبا وروسيا وماليزيا.
انتقلنا بعدها لقطاع التطوير العقارى وإنشأنا مدناً متكاملة فى أكتوبر والشروق والإسكندرية، بعدها جاءت مشاركتنا فى قطاع الإعلام من خلال قنوات ومواقع “صدى البلد”. إن مشروعات مجموعة كليوباترا الإنتاجية والخدمية ساهمت بشكل كبير فى تعمير الصحراء وتوطين الصناعة وفتح أسواق جديدة أمام المنتجات المصرية، وخلق الوظائف وتأهيل العمالة وتأمين الغذاء وتوطين التكنولوجيا الحديثة وتعظيم القيمة المضافة من الخدمات المحلية.
• كيف استطاعت سيراميكا كليوباترا أن تقتحم السوق اليابانية وتصدر منتجاتها إليها رغم كونها أصعب الأسواق العالمية وأكثرها تقدما؟ حدثنا عن تجربتك الملهمة فى اليابان واحتلال منتج مصرى لمكانة كبيرة هناك.
هذا العام احتفلنا باليوبيل الفضى بمرور 25 عاما على وجود منتجات سيراميكا كليوباترا فى السوق اليابانية، إننا فخورون بذلك لأنها تجربة رائدة فاليابان أصعب الأسواق العالمية لأنها تتطلب كفاءة وجودة وأحدث التكنولوجيا التى وصل إليها العالم، نجحنا فى التحدى، فوجودنا فى السوق اليابانية صك نجاح لمنتجاتنا فى أكثر من 108 دول حول العالم.
كان هدفى دائما أن نكون الأفضل عالميا فى صناعة السيراميك والبورسلين والأدوات الصحية، واليوم نحن سعداء بما حققناه، وبمشاركتنا فى المشروعات العملاقة فى اليابان “محطات المترو – مطار أوساكا – جهزنا مطارات وفنادق يابانية ومحطات القطارات فى طوكيو ومئات المولات والمستشفيات وأول جامعة اقتصادية ومئات المدارس” وتوج نجاحنا بالحصول على جائزة أكبر مصدر للسوق اليابانية، أشعر بفخر عندما أسمع مقولة إن “ثلث الشعب اليابانى يخطو يوميا على سيراميكا كليوباترا.. منتج يحمل علامة صنع فى مصر” ذلك ليس فقط نجاحا لسيراميكا كليوباترا ولكن لسمعة مصر ومنتجاتها وثقة وتعظيم للمنتج المصرى بالأسواق العالمية.
• نجحت كرجل صناعة واقتصاد من الطراز الأول.. ومنذ سنوات قررت دخول مجال صناعة الإعلام بمجموعة قنوات ومواقع “صدى البلد”، فما الدافع وراء ذلك؟
أى شخص وطنى وحريص على مصر سيفعل هذا، وما دفعنى لذلك محاولة خلق فكر جديد ووضع رؤى وخطط مستقبلية للدولة وتعريف الناس بأهمية العمل والمرحلة وتوعيتهم بالمخاطر التى تحاك ضد الدولة المصرية، أنشأت قناة “صدى البلد” فى لحظة فارقة للوقوف فى وجه الإعلام المغرض، الذى لا يتوانى عن بث السموم من أجل هدم الدولة المصرية، آلاف الشائعات تطلق ضد مصر، فكان لابد من وجود قناة وطنية تنقل الحقيقية وتبث الوعى لدى المصريين، وحتى الآن فإن سياسة القناة لم تتغير وستظل مدافعة وداعمة وفى ظهر الدولة المصرية ومؤسساتها، ضد أهل الشر والإرهاب.
• هل تخلصت مصر الآن من تبعات 25 يناير 2011 خاصة بالنسبة للقطاع الصناعى؟
أحداث يناير أصابت جميع القطاعات فى مصر بأضرار بالغة وأثرت سلبيا على الاقتصاد المصرى بصفة عامة ونترك الذكرى للتاريخ سيحكم عليها بصدق.. ولكن بصفة عامة إلى الآن لم تتخلص مصر من تبعات 2011 الاقتصادية.
• وماذا عن حجم التحديات التى تعرضت لها أثناء حكم جماعة الإخوان الإرهابية؟
تعرضت لضغوط رهيبة، كانوا يحاولون ابتزاز أى رجل أعمال ووضع أيديهم على جميع ما يملك، حاولوا ترهيبى لترك مصر والاستيلاء على شركاتى ومصانعى ولكننى استمريت وتحديت كل التهديدات التى واجهتها، لم أترك ولم أتخل عن مسئولياتى أبدا فى تلك المرحلة العصيبة، رغم محاولات التنكيل بى فى عدة قضايا ملفقة من قبل قوى الشر، لدرجة أن بعض القضايا كان قاضى التحقيق لا يجد ما يوجهه لى من اتهامات، وكان الإخوان يأتون بشهود الزور فى سيارتهم الشخصية ليشهدوا ضد بعض رجال الأعمال زورا مقابل 200 جنيه.
كان أهل الشر يختلقون لى المشكلات ويثيرون العمال ضدى بعمل وقفات احتجاجية لإلحاق الخسائر بالمصانع، عرضوا علىّ بيع المصانع لمجموعة من المستثمرين الحلفاء معهم فى تركيا، ولكننى وقفت فى وجههم ورفضت بيع المصانع وقلت: “إن المصانع أولادى ولن أفرط فى أولادى”، وجاءت ثورة 30 يوينو العظيمة لتلفظ حكمهم وممارستهم الإرهابية، واجتزنا المرحلة الشاقة وبدأنا نشعر بأن هناك دولة وكان علينا واجب وطنى وتحملنا الظروف الصعبة ورغم الخسائر الكبيرة التى تكبدناها خلال تلك الفترة لهشاشة الاقتصاد وقتها فإننا تحملناها بصدر رحب وكنا سعداء أننا نساهم ونقوم بواجبنا الوطنى تجاه مصر وإعادة بنائها من جديد.
وإلى اليوم مازالت قنوات الجماعة الإرهابية تهاجم وتبث الفتنة 24 ساعة يوميا، ولكن المصريين كشفوا ألاعيبهم وأصبحوا يدركون كم الكذب الذى يروجونه من أجل هدم مصر.
• تمتلك الجماعة الإرهابية آلة إعلامية كاذبة وقوية بفضل مساعدة قطر وتركيا.. فهل مازال تأثير كذبهم حول مصر مؤثرا فى العالم الخارجى؟
خلال الفترة الماضية كنت متواجدا فى العديد من المحافل الدولية العالمية “مؤتمر التيكاد بطوكيو واجتماعات الأمم المتحدة وبورصة لندن للسياحة”، وذلك لنقل الصورة الحقيقية عن مصر.. مصر الآمنة المستقرة وما تعيشه بلدنا من تقدم ونهضة حقيقية. كنت سعيدا لإدارك الأجانب لما حدث بمصر من تحول وما حققته من تقدم كبير، وتغيير الصورة التى حاول أهل الشر ترويجها ببث الشائعات والتضليل بفضل آلتهم الإعلامية المأجورة والكاذبة.
اليوم نستطيع أن نقول إن صورة مصر تغيرت فى العالم، وإن بلدنا أصبحت فى مكان آخر لدى شعوب العالم ويتحدثون عنا بكل حب وصدق، ولعل الاهتمام الكبير وما شاهدناه من طوابير الزائرين لمعرض توت عنخ آمون يعكس الشغف بمصر وآثارها، كنت فخورا بما قدمته مصر من منظومة رائعة ومتطورة محترفة فى عرض تاريخها وحضارتها، يمكننا من خلال هذا الفكر وتلك المعارض الرائعة الترويج للاقتصاد المصرى وجذب استثمارات جديدة، وأن نتجه بتلك المعارض الآثرية إلى دول العالم “اليابان والصين وإيطاليا واستراليا” ونستهدف جنسيات جديدة للمجىء لمصر للسياحة والاستثمار.
نمتلك إمكانات هائلة وثروة بشرية وسوقا ضخمة لـ 1.3 مليار أفريقى و600 مليون عربى ولكننا فى حاجة إلى حملات ترويج وتسويق عالمية، مصر خلال سنوات تستطيع أن تكون أكثر دول العالم جذبا للسياحة، يجب أن ننتهى من مشروع رحلة العائلة المقدسة والترويج للحج فى مصر، كل ذلك يمثل إيرادا جديدا، وقيمة مضافة فى صناعة السياحة التى تخدم 100 صناعة أخرى من ورائها.
• خلال حضورك اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة التقيت تيجانى محمد باندى رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة ومسئولين بالإدارة الأمريكية وكان محور الحديث حول أزمة سد النهضة.. وتأثيرها على مصر والمنطقة وضرورة التدخل لحلها بالطرق الدبلوماسية.. فماذا عن تفاصيل تلك اللقاءات؟
الحقيقة الرئيس السيسى استطاع أن يدق ناقوس الخطر حول ملف سد النهضة أمام المجتمع الدولى بالجمعية العامة للأمم المتحدة ، تحدث بمصداقية كاملة عن خطورة الأمر، وعرض وجهة النظر المصرية حول الأزمة حرصا على العلاقات القوية بين دول القارة، ووحدة دول القارة، فهو عاشق لأفريقيا.
بعدها التقيت رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة وعددا من المسئولين البارزين بالإدارة الأمريكية والكونجرس والقادة الأفارقة، وكشفت مدى تأثير السد وخطورته على مصر والجميع كان متفهما للموقف المصرى وخطورة القضية على سلامة المنطقة، حيث أكد رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال لقائى به أنه ليس من حق أى دولة أن تمنع المياه أو تنقض اتفاقياتها مع دولة أخرى حتى فى حالات الحرب بين الدولتين، فالمياه حق من حقوق الإنسان، وتعهد بأن حل الأزمة ستكون أولى اهتماماته وأنه سيتدخل بشكل سريع للتشاور لعقد اجتماعا مع الأطراف الثلاثة “مصر والسودان وإثيوبيا” للوصول لحل دبلوماسى.. وحاليا المفاوضات حول السد تسير بشكل جيد من خلال تدخل الولايات المتحدة الأمريكية كشريك لحل الأزمة وحضور اجتماعات التفاوض بين ممثلى الدول الثلاث.
• تتسم مواقفك دائما بالوطنية والعشق لمصر وكرئيس شرفى للبرلمان الأورومتوسطى كان لك دور بارز داخل أروقة الأمم المتحدة فى تغيير الصورة حول ثورة 30 يونيو.. حدثنا عن ذلك.
عندما يتعلق الأمر بمصر وشعبها سأكون دائما فى أول الصفوف مدافعا بكل قوة ومحاربا حتى لو كلفنى الأمر حياتى، فأنا عاشق لمصر وترابها، وخلال سنوات حياتى لم استثمر فى مكان خارج مصر، فأموالى جميعها فى مشروعات مصرية، رغم ما يعرض علىّ من حوافز استثمارية هائلة بالخارج وبمكاسب وضمانات خيالية.
بعد ثورة 30 يونيو العظيمة ذهبت ومجموعة من أعضاء البرلمان الأوروبى إلى الأمم المتحدة لتوضيح الصورة الحقيقية عما يحدث فى مصر، وفوجئنا بأن كافة اللجان هناك مبرمجة على أن 30 يونيو انقلاب وأنه لا يوجد ثورة، كانت المهمة صعبة بشكل كبير، وقمنا بتصحيح الصورة بشكل كامل بالدلائل من فيديوهات وصور، وكان الاجتماع الواحد يستغرق ما بين 4 إلى 5 ساعات إلى أن التقينا فى نهاية الزيارة مع بان كى مون الأمين العام السابق للأمم المتحدة فى اجتماع استغرق أكثر من ساعة ونصف ليخرج بعدها بتصريح دولى قائلا إن :”30 يونيو ثورة شعبية حماها الجيش المصرى”
• بعد مرور 3 سنوات على برنامج الإصلاح الاقتصادى، ما أهم المكاسب التى حققها القطاع الصناعى جراء تطبيق البرنامج؟
الإصلاح الاقتصادى كان ضرورة لمواجهة مشكلات الاقتصاد المزمنة، وكان بمثابة “الدواء المر” الكل تجرعه رغم مرارته، لم يكن هناك بديل غيره فهو السبيل لبر الآمان، وبالفعل برامج الإصلاح بدأت تتحسن لمصلحة المنتج والصناعة، وانخفضت أسعار الفائدة وكذلك أسعار الطاقة، فأسعار الغاز كانت عاملا مؤثرا للغاية فى الصناعة وكادت أسعاره المرتفعة أن تتسبب فى كارثة لجميع المصانع، واستجابت القيادة السياسية والحكومة وتم تخفيض سعر الغاز وهذا مؤشر جيد للغاية، كما تحققت نتائج إيجابية أخرى منها حل مشكلة الدولار، واستعادة معدلات النمو، وعودة السياحة، والتطور الهائل فى البنية الأساسية وتحسن مناخ الاستثمار، وبدء تبنى مصر فكر المناطق الصناعية المتخصصة.
نطالب بأن يكون لدينا رؤية مستقبلية جديدة للصناعة المصرية من أجل أن تصبح مصر دولة متقدمة صناعيا، مع استمرار سياسة الإصلاح وتخفيض تكاليف الاستثمار والإنتاج حتى نستعيد أسواقنا التى فقدناها نتيجة صعوبة التنافس فى ظل ارتفاع تكاليف الإنتاج، ونطالب بخفض أسعار الغاز وربطه بالسعر العالمى، لأن منظومة الإنتاج تحتاج إلى إعادة نظر، وكذلك منظومة تكاليف الاستثمار، وهذا يعد هدفا أساسيا لابد أن تتبناه الحكومة خلال المرحلة المقبلة لإنعاش الصناعة.
• ما حلم رجل الصناعة محمد أبو العينين؟
أن تصبح هناك صناعات متطورة مستوطنة فى مصر، وأن نبنى مصر الصناعية المتقدمة، ونصبح جزءا فعالا وشريكا أساسيا فى الثورة الصناعية الرابعة، وأن نخاطب العالم كله ونستقطب المستثمرين الصناعيين العالميين فى صناعات المستقبل التى بها القيمة المضافة العالية.. حلمى منتج مدون عليه “صنع فى مصر” بمنتجات محلية وخبرة وتكنولوجيا عالمية.
• تمتلك دائما أفكارا اقتصادية تحررية خارج الصندوق، فكيف يمكن للصادرات المصرية أن تقفز لتصبح المصدر الأساسى للعملة الأجنبية؟ وكيف يمكن أن نغزو الأسواق الأفريقية والعربية بالمنتجات المصرية؟
لابد أن نحدد هدفنا من التصدير، بمعنى أنه من الضرورى أن يكون هناك منتج عالى الجودة نستطيع أن ننافس به فى الأسواق الخارجية سواء كان منتجا صناعيا أو عقاريا أو زراعيا، خاصة أن المنافسة أصبحت شرسة وقوية للغاية، وكى ننهض بالصادرات لابد من خفض تكاليف الإنتاج ووضع الصناعة المصرية على قدم المساواة مع نظرائها فى العالم، ووضع خطط للإنتاج للسوق الأفريقية الضخمة التى تتنافس الدول عليها، وربط مصر بخطوط ملاحية مباشرة لأفريقيا وتنفيذ مبادرة الرئيس بإنشاء طريق القاهرة / كيب تاون بما يضمن وصول المنتجات المصرية لأسواق 10 دول فى شرق أفريقيا خلال مدة لا تزيد عن 4 أيام، وكذلك إنشاء مراكز لوجيستية للسلع المصرية فى أفريقيا ودعم الدولة لمشاركة الشركات المصرية فى المعارض الخارجية والتوسع فى إنشاء فروع للبنوك المصرية بأفريقيا، وضرورة وجود كيانات كبرى مسئولة عن توفير الضمانات للمُصدر المصرى خاصة فى الأسواق عالية المخاطر.
• أى السلع التى لمصر ميزة نسبية فيها بحيث يمكننا التركيز عليها وزيادة إنتاجيتنا والدخل التصديرى من خلالها؟
منتجات الأثاث فى دمياط، ولابد من تطويرها والحفاظ على تلك الميزة النسبية، وهناك سلع أخرى من الممكن أن يصبح لدينا ميزة نسبية فيها خاصة أن عليها طلب عالمى منها “الصناعات الكيماوية ومواد البناء والمنسوجات والإلكترونيات وصناعات المستقبل والسيارات ومكوناتها وخاصة السيارات الكهربائية”، فلابد من إعداد استراتيجيات لتشجيع هذه القطاعات وتحفيز الاستثمار فيها.
• كيف ترى عام 2020 بالنسبة للاقتصاد المصرى؟ هل سيكون بداية المرحلة الثانية للإصلاح الاقتصادى وجنى ثمار المرحلة الأولى الصعبة؟
لدى تفاؤل كبير، وبداية 2020 ستشهد مرحلة الانطلاق الاقتصادى لمصر، فالرئيس السيسى قائد وطنى شجاع اكتسب احترام العالم بمصداقية وشرف، ونجح بقوة فى تغيير صورة مصر خارجيا خلال 5 سنوات فقط، وأثبت للعالم أن مصر جادة فى الإصلاح ولها مصداقية كبيرة فى الإنجاز سواء فى الأمن والأمان الذى تحقق بالفعل، كما أثبت الرئيس السيسى أن مصر قوية على الساحة السياسية فى المنطقة، ونجح فى تحقيق معدلات غير مسبوقة فى العديد من المجالات المختلفة مثل انخفاض معدلات البطالة والتضخم وارتفاع متوسط دخل الفرد نسبيا، وزيادة احتياطى النقد الأجنبى إلى 45 مليار دولار، وانخفاض العجز فى الموازنة العامة للدولة، وإقامة بنية أساسية قوية من خلال شبكة طرق ضخمة والأنفاق الجديدة وسهولة الدخول والخروج من سيناء عبر هذه الأنفاق وتشييد 14 مدينة جديدة منها العاصمة الإدارية أحدث المدن التكنولوجية فى العالم ومساحتها أكبر من سنغافورة وباريس، والاستقرار الأمنى الذى تم بفضل أبناء القوات المسلحة والشرطة ودفاعهم عن تراب مصر.
كل ذلك تحقق بفضل رئيس وقائد يؤمن بقوة وقدرة شعبه على تحقيق المستحيل وشعب عظيم وثق فى قائده وسار خلفه، استطاع السيسى أن يرسم خريطة مصر المستقبل، وأن يستعيد مكانة مصر الحقيقية إقليميا وعالميا، وأعطى اهتماما كبيرا بالقطاع الخاص بصفته شريكا وداعما أساسيا فى التقدم الاقتصادى، إن الرئيس السيسى سيتوقف عنده التاريخ وسيروى أحفادنا ما حققه بفخر وحروف من نور.
إن مصر ستصبح ضمن أكبر 10 اقتصادات عالمية فى 2030، لذلك علينا أن نعمل بقوة ونزيد الإنتاجية ونفكر فى المرحلة المقبلة ونشجع القطاع الخاص المحلى لزيادة استثماراته ونشاطه واستقطاب رؤوس أموال أجنبية وجذب الشركات الكبرى من أجل ضخ أموال ضخمة فى شرايين الاقتصاد المصرى وهذا لن يأتى إلا بحوافز تشجيعية ووضع قواعد جاذبة.
• الدولة والرئيس السيسى يؤكدان أن عام 2020 سيكون عام الصناعة، كيف ترى تلك الدعوة؟
علينا أن نقف جميعا مع دعوة الرئيس، إن الرئيس السيسى يفى بوعوده دائما لأنه ينفذ قبل أن يتكلم، ذلك عهدنا معه دائما، فالرئيس قادر على أن يجعل 2020 عام الصناعة وأؤكد أن رجال الأعمال والمستثمرين المصريين مع الرئيس وأياديهم وقلوبهم مع هذه الدعوة.
ونحن ندعو لأن يكون 2020 عام الصناعة فإننى أدعو لضرورة وجود مجلس أعلى للصناعة يضم كافة الجهات “الاستثمار والإسكان والصناعة والإدارة المحلية.. وغيرها” على غرار المجلس الأعلى للاستثمار، وتكون تباعيته للرئيس مباشرة حتى يكون له حرية القرار، هذا المجلس يكون منوطا بحل مشكلات الصناعة بشكل سريع، فالصناعة قاطرة التنمية ولم تأخذ حقها خلال السنوات الماضية مما زاد من أعبائها.. وتحتاج إلى وقفة ودعم قوى من الدولة.
• كلمة أخيرة توجهها لرجال الأعمال سواء المصريين أو العرب؟
إن بقاء مصر قوية يمنح الأمان لجميع دول المنطقة، والرئيس السيسى صمام الآمان لمصر وللمنطقة العربية كلها، والغالبية العظمى من رجال الأعمال المصريين شرفاء وحريصون على مصلحة وطنهم ولديهم ولاء لوطنهم، ويدعمون الرئيس وإياديهم معه دائما فى كافة خطواته لصالح الوطن.