الرئيسية / بنوك / ما مصير البنوك اللبنانية العاملة فى مصر؟

ما مصير البنوك اللبنانية العاملة فى مصر؟

كتبت: منال المصرى

تهدد الصراعات الدائرة فى بيروت، مصير بقاء البنوك اللبنانية العاملة فى مصر. ووسط تفاقم الأوضاع المالية فى بيروت، تتزايد احتمالات تكرار سيناريو البنوك اليونانية بالتخارج من مصر لتوفير سيولة للبنوك فى بلدانها الأصلية.
وتشهد لبنان أسوأ أزمة اقتصادية لها منذ الحرب الأهلية بين 1975 و1990، وأدت تلك الأزمة إلى توقف النمو تقريبا وتباطؤ تدفقات الأموال من الخارج بالإضافة إلى شح فى الدولار وضغوط على الليرة اللبنانية المربوطة بالدولار.
ويضم الجهاز المصرفى المصرى بنكين من البنوك اللبنانية وهما بنك عوده وبنك بلوم اللذان أعلنا فى وقت سابق عزمها التوسع والانتشار فى السوق المصرية، ولكن بعد استمرار الاضطرابات فى لبنان، فإن هذين البنكين قد يلقيان نفس مصير البنوك اليونانية.
وتخارج البنوك الخاصة من مصر لا يرتبط بمشاكل أو أزمات فى السوق المصرية، بل بأزمات اقتصادية تعانى منها دولهم مثل الذى وقع فى اليونان وفرنسا.
وكان تامر غزالة المدير المالى لبنك عوده قال فى تصريحات سابقة إن البنك اللبنانى يدرس بيع وحدته التابعة فى مصر بعد أن لاقت البنوك اللبنانية اهتماما من بنوك أخرى وذلك للتخارج من السوق المصرية والدول الأخرى.
وخفضت وكالة موديز انفستورز سيرفيس فى نوفمبر الماضى التصنيف الائتمانى لأكبر ثلاثة بنوك فى لبنان من حيث الأصول وهى بنوك عوده وبلوم وبيبلوس إلى مستويات أعلى للمخاطر، وهو ما يعكس ضعف الجدارة الائتمانية للحكومة اللبنانية، بينما تتضرر البلاد من الاضطراب السياسى.
وتمر البنوك اللبنانية بالعديد من الأزمات بسبب الضغوطات التى تعانى منها مثل تراجع تصنيفها الائتمانى، وفرض مصرف لبنان المركزى على المصارف زيادة رأس مالها، وندرة الدولار وصعوبة توفيره لعملائها من حساباتهم.
وطلب مصرف لبنان المركزى من البنوك زيادة رأسمالها بما يصل إلى 20% بنهاية يونيو 2020، وسط احتجاجات على مستوى البلاد أدت إلى استقالة رئيس الوزراء سعد الحريرى، كما طلب مصرف لبنان المركزى أيضا من البنوك عدم توزيع الأرباح عن السنة المالية 2019.
وقالت جمعية المصارف اللبنانية إنها فى وضع خطير ولا يمكنها الاستمرار من دون سلطة تنفيذية، وقد تصل إلى مرحلة تضطر فيها إلى الإغلاق.
وكانت الاضطرابات الدائرة فى اليونان أثرت على استمرار البنوك اليونانية فى مصر، حيث أعلن بنك بيريوس خروجه من السوق المصرية قبل 3 سنوات وبيع وحدته إلى البنك الأهلى الكويتى، كما أعلن بنك الأهلى اليونانى العمل على بيع أصوله بمصر لكن لم يتم إبرام الصفقة حتى الآن.
وأكدت البنوك اليونانية على أن تخارجها من مصر يرجع إلى أزمات اقتصادية عانت منها اليونان وليس بسبب مشاكل اقتصادية فى مصر، ونتيجة لتوصيات من صندوق النقد الدولى لتعزيز قاعدتها الرأسمالية.
ومع إعلان مجموعة بنك عوده اللبنانية إجراء اتصالات لبيع وحدته فى مصر، ثارت احتمالات تخارج البنك اللبنانى الآخر وهو بنك بلوم من السوق المصرية على غرار البنوك اليونانية.


أولا: بنك عوده
قالت مصادر مصرفية مسئولة إن ثلاثة بنوك إقليمية تعمل فى مصر تدرس شراء بنك عوده – مصر؛ تشمل بنوك الكويت الوطنى وأبوظبى الأولى والإمارات دبى الوطنى، وتم إجراء اتصالات مع بنك عوده ولكن لم يتم إجراء أى خطوة رسمية.
وقالت مجموعة عوده المصرفية اللبنانية فى بيان رسمى صادر عنها إنه تم إجراء اتصالات بين عوده وأطراف أخرى لبيع مساهمة المجموعة فى بنك عوده – مصر ولكن دون أن تأخذ هذه الاتصالات أى صفة إلزامية بالبيع حتى ذلك الحين.
وأكدت المصادر أن دراسة المجموعة لبيع وحدتها فى مصر يرجع إلى بحث البنك عن موارد مالية لتلبية المتطلبات النظامية الصادرة من مصرف لبنان المركزى بزيادة رأسمال البنوك 20% بعد التوترات الأخيرة فى لبنان.
وأشارت المجموعة إلى أن بنك عوده لم يتقدم بطلب إلى البنك المركزى المصرى، مؤكدا أن أى خطوات مستقبلية بخصوص هذا الموضوع ستتم بناء على توجيهات وتعليمات البنك المركزى المصرى ومصرف لبنان المركزى وحسب القوانين والإجراءات وأنظمة السلطات التنظيمية والرقابية فى الدولتين.
وكان محمد بدير العضو المنتدب لبنك عوده – مصر، قال فى تصريحات سابقة قبل نهاية العام الماضى، إن البنك يعتزم إطلاق 13 فرعا جديدا خلال العام المقبل بعد موافقة البنك المركزى، فى إشارة للتوسع فى السوق المصرية.
وانطلقت أعمال بنك عوده مصر فى السوق المصرية عقب الاستحواذ على بنك القاهرة الشرق الأقصى فى مارس 2006، وقام بتنمية تواجده المباشر من خلال تطوير شبكة فروع تشمل أكثر من 51 فرعا فى الوقت الحالى مقابل 3 فروع فقط وقت الاستحواذ.
كما ارتفع رأسمال البنك على نحو متواتر خلال السنوات الماضية، حيث بلغ 347 مليون جنيه فى ديسمبر 2015 مقابل 100 مليون جنيه فى أعقاب عملية الاستحواذ خلال عام 2006.

ثانيا: بنك بلوم
على عكس بنك عوده، قالت مجموعة بلوم التى لديها بنكا بمصر فى بيان سابق إن المجموعة متمسكة بالعمل فى السوق المصرية وإجراء مزيد من التوسعات خلال الفترة المقبلة، واستبعدت أية نية للتخارج على خلفية الأزمة المالية التى تواجهها لبنان حاليا حيث إن وحدتهم فى مصر من أكثر الشركات التابعة المربحة لديهم.
ويقدم بنك بلوم – مصر مجموعة من الخدمات المصرفية والمالية برأس مال مدفوع قدره 2 مليار جنيه ولديه شبكة مؤلفة من 39 فرعا منتشرة على مستوى المحافظات المختلفة.
وتشمل المنتجات والخدمات التى يقدمها بنك بلوم – مصر خدمات التجزئة المصرفية والخدمات المصرفية للشركات/المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وكذلك المؤسسات المالية.

عن Economist2egy