الرئيسية / مقالات / ليلى عثمان ………… بقلم: أشرف الليثى

ليلى عثمان ………… بقلم: أشرف الليثى

بقلم: أشرف الليثى

شخصيات كثيرة تمر فى حياة الإنسان ولكن نوعيات من البشر تستوقفك ربما للحظات وربما لسنوات وربما طول العمر، وتكون درجة تأثيرهم في حياتك من العمق أن تسترجع دائما ذكريات أو مواقف أو أحداثا كانوا شهداء عليها ولكن في النهاية من الممكن أن نطلق عليهم شخصيات وميضية تضىء في سماء حياتنا، من بين هذه الشخصيات إنسانة عزيزة جدا على قلبى.. ليلى عثمان التي قلما يجود الزمان بمثلها ورغم انتقالها إلى جوار ربها فإنها تحتاج إلى كتب كى نسرد مواقفها في الحياة وحبها لمساعدة البشر وتأثيرها في حياة كل من تعامل معها.

البيت مصري أصيل تربى بين جدرانه عظماء.. رجالا وسيدات فالأب كان من علماء الأزهر الشريف الدكتور عثمان صبرة الحاصل على درجة العالمية في الشريعة وأصول الدين وعميد كلية الشريعة وأصول الدين بالأزهر سابقا، والأم نفيسة أبو غنيمة شخصية قوية جدا نجحت في إدارة هذا المنزل الذى كان يجمع من الأبناء ثمانية، الابن الأكبر اللواء صلاح عثمان مساعد وزير الداخلية الأسبق، وأمين عثمان وكيل مدرسة الإبراهيمية الثانوية الأسبق، والدكتور صفوت عثمان وكيل مجلس الدولة الأسبق، والدكتور حسن عثمان الخبير في الكيمياء العضوية، بالإضافة إلى أربع بنات كانت أصغرهن ليلى عثمان قريبة الشبه بالجدة في صفات كثيرة.

شخصيتان ” الأم نفيسة أبو غنيمة وليلى عثمان ” رغم العمر الزمنى بينهما فإن الجينات الوراثية واضحة جدا بينهما، فرغم أن الأم تنتمى إلى أصول غير مصرية من ناحية الوالدة فإنها من ناحية الوالد تنتمى إلى عائلة عريقة ذات أنساب عربية أصيلة ومتفرعة هي عائلة أبو غنيمة والتي تعد من أكبر القبائل العربية، وبامتزاج الأصول المختلفة استطاعت ان توجد إنسانة عميقة الفكر والثقافة والقدرة على تحديد أهدافها في الحياة من خلال الاهتمام بأسرتها وتربية أبنائها على القيم السامية والثقافة وحب القراءة والطموح العلمى والتفوق الدراسى وفوق كل ذلك الشخصية القوية التي كانوا ربما جميعا يستمدونها من والدتهم ووالدهم أيضا.

ربما تكون تلك المبادئ ظهرت بصورة واضحة في جميع أبنائها وبصفة خاصة في أصغر الأبناء عامة ليلى عثمان التي حرصت أيضا على غرسها في ابنتها الوحيدة حيث كرست كل حياتها تقريبا لتربية ابنتها وتعليمها كى تصبح إنسانة مميزة لا تعرف طريقا سوى التفوق فقط وأن تصبح الأولى في جميع مراحل عمرها سواء الدراسية أو العملية وبالفعل أصبحت نيفين إبراهيم شخصية مميزة ومسئولة مهمة في عملها.

ليلى عثمان كانت من الشخصيات التي تترك بصمة إيجابية في كل مجلس تجلس فيه وتجذب كل الموجودين بالمكان إليها لقوة شخصيتها وهدوئها وحنيتها في آن واحد واهتمامها بكل صغيرة وكبيرة لدرجة أنها كانت في النهاية تخرج من المجلس وهي الصديقة المقربة من الجميع وكان بيتها يطلق عليه بيت الأمة لأنه كان مفتوحا طول اليوم للزوار والأصدقاء والأقارب ورغم أنها كانت أصغر إخوتها فإن قوة شخصيتها وعقلها الراجح وحنيتها جعل لديها القدرة على إدارة شئون عائلتها بالكامل وكان الجميع يلجأ إليها للاستشارة في كافة أمور حياتهم.

ليلى عثمان لديها مقدرة على العطاء بلا حساب تحفظ سر أي شخص ولا تغتاب أحدا وكانت لها أياد بيضاء على كثير من الناس سواء من المقربين أو أناس لا تربطهم بها أي علاقة، وكانت سعادتها الكبيرة ان تقدم يد المساعدة أو أي خدمة حتى لو كانت شاقة وفى غير استطاعتها إلا أنها كانت تبذل قصارى جهدها حتى تصبح سببا في إسعاد الآخرين وكان ينطبق عليها تماما قول رسول الله: ” للناس عباد اختصهم بقضاء حوائج الناس حببهم للخير وحبب الخير إليهم يستظلهم الله يوم لا ظل إلا ظله هم الناجون من النار يوم القيامة”. سلام عليك فى مرقدك يا ليلى.

عن Economist2egy