الرئيسية / مقالات / عزيز صدقى….. بقلم: أشرف الليثى

عزيز صدقى….. بقلم: أشرف الليثى

يقلم: أشرف الليثى
فى حديث مع صديقى المهندس محروس عيد رئيس مجلس إدارة شركة سوبرماكس للصناعات المعدنية، تطرقنا إلى احتياجات مصر خلال المرحلة المقبلة، هل نحن فى احتياج إلى اقتصاديين لرسم خريطة الطريق المستقبلى أم صناع لتنفيذ ثورة صناعية تلبى احتياجات مصر الأساسية خاصة من السلع الكثيرة التى تحتاجها السوق المصرية؟ وحقيقة لفت نظرى صديقى إلى أهمية الصناعات الهندسية بشكل أساسى والتى تدخل فى جميع مناحى حياتنا؛ على سبيل المثال جميع قطع الغيار سواء للسيارات أو الماكينات أو احتياجات المصانع ما هى إلا صناعات هندسية، وإذا أردنا التطور وتلبية احتياجاتنا فعلينا الاهتمام بالصناعات الهندسية.
لاشك أن القيادة السياسية والحكومة تدرك تماما أهمية التصنيع لمصر ولذلك هناك عدد ضخم من المصانع فى مختلف المجالات يتم تشييده الآن سواء للصناعات النسيجية أو الجلود أو الصناعات التعدينية أو الزراعية، ولكن لابد أن يكون هدفنا هو نقل تكنولوجيا السلع التى يتم استيرادها بدلا من الاستسهال فى استيراد السلعة تامة الصنع.
لفت نظرى صيقى إلى شخصية مصرية وطنية لقبها المصريون بـ “أبو الصناعة فى مصر” وهو عزيز صديقى والذى تولى منصب وزير الصناعة عام 1956 وكان عمره 36 عاما فقط ويعتبر أول وزير صناعة مصرى لأنه لم تكن هناك وزارة للصناعة قبل هذا التاريخ، ورغم أنه تخرج من كلية الهندسة جامعة القاهرة قسم عمارة فإنه كان مهتما بنشر الفكر التصنيعى فى مصر وخاصة الصناعات الثقيلة ولذلك لقبه المصريون بـ “أبو الصناعة” وكان مؤمنا بأن جميع عناصر التصنيع متوافرة فى المجتمع المصرى ولكن كان ينقصها فقط الإرادة السياسية وهو ما نجده متوافرا الآن فى القيادة السياسية الحالية التى تؤمن أشد الإيمان بالصناعة كقاطرة أساسية للتنمية، وتم إصدار برنامج التصنيع فى مصر عام 1957 والذى كان بمثابة خارطة طريق للدولة المصرية وكان برنامجا طموحا.
عزيز صدقى اهتم بمراكز التدريب المهنى لتخريج الفنيين الذين سيعملون فى المصانع -وهو ما نحتاجه حاليا- بقدر اهتمامه بتطوير التعليم فى كليات الهندسة لتخريج المهندسين جميع المجالات المهمة.
كان عزيز صدقى يردد دائما أن أى شعب لكى يعيش له احتياجاته الأساسية ولكى تتوفر له تلك الاحتياجات إما أن تأتى بها من الخارج أو يقوم بإنتاجها وإذا ما اعتمد على استيرادها من الخارج سوف يصبح أسيرا لمن يملك تصنيعها من الخارج ولذلك لجأ إلى الطريق الصعب وهو التصنيع وبدأ فى دراسة تلك الاحتياجات رغم أنها كانت بسيطة وليست معقدة مثلما هى الآن، واهتم بتصنيعها وتوفيرها خاصة الصناعات الثقيلة مثل الحديد والصلب والصناعات الهندسية وصناعة السيارات وغيرها من العديد من الصناعات التى انتشرت فى ربوع مصر كلها والتى كان لها الفضل الكبير فى إنقاذ مصر فى أوقات عصيبة امتنع فيها الغرب عن تلبية احتياجاتنا من سلع كثيرة.
القيادة السياسية الحالية لديها إيمان شديد.. وأنا أثق فى نيتها لتوفير احتياجات الشعب المصرى من “عرق جبينه” وليس اعتمادا على الخارج، ولكن هناك معوقات كثيرة للأسف تقف حجر عثرة فى تنفيذ تلك الاستراتيجية أولها وأهمها بعض التجار الذين أدمنوا الاستيراد وحققوا أموالا طائلة من ورائه ويريدون استمراره والوقوف بكل قوة فى وجه أى قرار لمنع أو مجرد ترشيده بل والعمل على إفشال أى محاولة للتصنيع وتوفير البديل هؤلاء يضغطون بشتى الطرق سواء من خلال حجب العملات الأجنبية وتعطيش السوق من خلال حجب السلع وتخزينها ورفع أسعارها بصورة مبالغ فيها من أجل الضغط على صاحب القرار كى يعيد السماح بفتح الاستيراد مرة أخرى كطريق سهل وعدم الخوض فى المشوار الصعب.

عن Economist2egy

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*