الإيكونوميست المصرية
زعيم إصلاحى بدرجة رئيس جمهورية…بقلم: أشرف الليثى

زعيم إصلاحى بدرجة رئيس جمهورية…بقلم: أشرف الليثى


بقلم: أشرف الليثى

فى 2 يونيه 2014، تم الإعلان عن فوز الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيسا لجمهورية مصر العربية، وكان وضع البلاد اقتصاديا على شفا الإفلاس وكانت جميع المؤشرات سلبية تقريبا، ومع تولى الرئيس مقاليد حكم البلاد بدأ يدرس وبعناية كبيرة الأسباب الرئيسية التى أدت إلى هذه الأوضاع المتردية، وكان اليأس مسيطرا على غالبية المسئولين، وأشد المتفائلين كان يتنمى وقف الانهيار فقط، ولكن شخصية الرئيس كمقاتل جعلته لا يعرف معنى اليأس، وكان رهانه الكبير على الشعب المصرى الذى طالبه أكثر من مرة بالصبر على تجرع الدواء المر لأن العلاج صعب ويحتاج إلى تضحيات كبيرة وإلى علاج غير تقليدى للمشاكل الضخمة والمتراكمة التى يعانى منها الاقتصاد.
كانت أول خطوة على طريق الإصلاح اختيار فريق العمل من المقاتلين الذين سيتولون تنفيذ هذا العلاج، وعملية اختيارهم لم تكن سهلة لأن الرئيس يريد من يجاريه فى سرعة التنفيذ ودقة الأداء، واختار ثلاثة رؤساء حكومات أولهم المهندس إبراهيم محلب ثم المهندس شريف إسماعيل وأخيرا المهندس مصطفى مدبولى، وبجوار هؤلاء جميعا كان هناك مقاتل شريف بمواصفات قلما توجد فى شخص واحد، يعرف معنى الوطنية والعطاء والإخلاص لهذا البلد هو محافظ البنك المركزى طارق عامر الذى توافقت مهاراته الاحترافية وقدرته على اتخاذ القرارات الصعبة مع طبيعة المرحلة الحرجة، وحقيقة يرجع إليه فضل كبير فى نجاح برنامج الإصلاح الاقتصادى فقد تحمل أولا تحديد مشكلة تعدد سعر الصرف ثم حدد أيضا العلاج وأخيرا اتخذ أجرأ قرار فى تاريخ الاقتصاد المصرى وهو تعويم الجنيه مقابل العملات الأجنبية وكان لهذا القرار أكبر الأثر فى القضاء نهائيا على التعدد الذى كان موجودا فى سعر الجنيه الذى أصبح يتم وفقا لآليات السوق العرض والطلب.
نجاح جميع الزعماء من الإصلاحيين على مستوى العالم كان يتوقف على حسن اختيارهم لفريق العمل الذى يستطيع تنفيذ استراتيجيتهم وخططهم الإصلاحية، وفكر الرئيس السيسى الذى نجح فى نقل مصر من شبه دولة إلى دولة تحظى باحترام جميع دول العالم واقتصادها الآن يسير نحو الهدف المنشود بخطوات ثابتة ورائعة للدرجة التى جعلت جميع المؤسسات المالية الدولية تفاخر به وتضعه ضمن الاقتصادات العشرة الأكثر نموا على مستوى العالم خلال السنوات السبع المقبلة، وتتوقع أن يصبح من ضمن أقوى عشر اقتصادات فى العالم قبل عام 2030 .
طموح الرئيس وإيمانه العميق بالشعب المصرى ورهانه على صلابته وقوة تحمله جعله يخطو بخطوات سريعة جدا بحيث ما تم إنجازه خلال الثلاث سنوات الماضية يفوق ما تم إنجازه فى أكثر من الثلاثين سنة الماضية بل وللحق ما تم إنجازه حتى الآن من مشاريع قومية عملاقة وبنية أساسية قوية وطرق ومطارات وموانئ وشبكات كهربائية ومشروعات زراعية وصناعية وأنفاق ومدن جديدة تضاهى أحدث المدن العالمية لم يحدث من قبل ولم يسجل التاريخ الحديث أن قام رئيس مصرى بتحقيق مثل هذه الإنجازات فى زمن قياسى ومدة زمنية قصيرة للغاية مقارنة بحجم الإنجازات التى تحققت حتى الآن.
لقد نجح الرئيس السيسى فى تغيير ثقافة المصريين فى التعامل مع أى مشروع جديد بحيث أصبح عنصر زمن التنفيذ من أهم عناصر المنظومة، ولم يعد يستغرق تنفيذ أى مشروع أكثر من عامين فقط على أقصى تقدير، ولم يعد هناك حجر أساس كما كان يتم من قبل بل أصبح هناك لوحة تزاح عن المشروع للإعلان عن بدء تشغيله.
لم يتحدث الرئيس قط بلغة الماضى بل أصبح يتحدث دائما بلغة المستقبل، وهذه ثقافة جديدة، أيضا أصبحت النظرة دائما إلى التفكير فى تنفيذ مشروعات جديدة ربما تكون جديدة على مصر والمصريين ولكن الهدف الأساسى منها تحسين مستوى حياة المصريين. وإن شاء الله سوف تتحقق أهداف الخطة التنموية طويلة الأجل حتى عام 2030 والتى تستهدف تحسين حياة الشعب المصرى.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *