الإيكونوميست المصرية
أحمد الطيبى: المناخ مهيأ لتشكيل واقع حقيقى لخدمة الاقتصاد المصرى

أحمد الطيبى: المناخ مهيأ لتشكيل واقع حقيقى لخدمة الاقتصاد المصرى

أجرى الحوار: أشرف الليثى
• من هو أحمد الطيبى المرشح لانتخابات مجلس النواب عن دائرة المعادى وطرة؟
أنا من مواليد المعادى وتربيت ودرست فى المعادى بمدارس ليسيه المعادى وتخرجت منها عام 1977 ثم التحقت بجامعة القاهرة كلية التجارة وتخرجت منها عام 1981 والتحقت بالقوات المسلحة كمجند وأنهيت خدمتى عام 1983 فى سلاح المشاة وعملت فى مجال البنوك والسياحة ودخلت مجال الاستثمار اعتبارا من عام 1986 وكانت أول شركة أنشأتها كانت شركة سياحة وكانت فى ذلك الوقت السياحة مزدهرة ثم تعددت الأنشطة السياحية بعد ذلك من فنادق عائمة إلى فنادق ثابتة فى الغردقة والبحر الأحمر ثم أسست شركات فى مجال التجزئة ومجال الاستيراد والتصدير والعلامات التجارية ثم دخلت مجال الصناعة وأسست شركات للمنتجات العالمية للملابس الرياضية داخل مصر وقمنا بتصدير منتجاتنا للخارج واكتسبت منتجاتنا ثقة الأسواق الخارجية وأصبح اسم مصر فى مجال تصنيع الماركات العالمية ذا سمعة جيدة جدا ثم بدأت فى التطوير العقارى فى تسعينيات القرن الماضى من خلال تأجير عقارات وشقق فاخرة للسفارات الأجنبية وأسست كمبوند فى المعادى ثم فى التجمع لخدمة موظفى السفارات والشركات الأجنبية وبعد ذلك واكبنا تطور اهتمام الدولة بالمدن الجديدة وخاصة العاصمة الإدارية والتى تعتبر نقلة حضارية مميزة وأسست مجموعة شركات تعمل داخل العاصمة الإدارية الجديدة لإنشاء منتجعات سكنية مميزة.

• ما سبب ترشحك لانتخابات مجلس النواب فى تلك الدورة المهمة؟
بعد هذا المشوار الطويل واكتسابى خبرة كبيرة فى أنشطة اقتصادية كثيرة وكنت متابعا للسياسة ولكن دون تدخل ربما لأن المناخ لم يكن مواتيا للمشاركة السياسية ولكن حاليا الوضع اختلف وحان الآن وقت المشاركة خاصة أن مصر فى حاجة لنا جميعا وهى مقبلة على مرحلة نمو وتنطلق بسرعة بخطى ثابتة نحو مستقبل أفضل وهناك جهود ضخمة من جانب القيادة السياسية والحكومة للنهوض بمصر وكى تصبح فى مصاف الدول الكبرى وهذا سيتطلب تشريعات كثيرة ومجهودات ضخمة واتفاقات مع الدول المختلفة خاصة دول الجوار كل هذا يحتاج لمجلس نواب قوى لديه القدرة على إيضاح الأمور ورؤية مستقبلية مستنيرة خاصة ما يتعلق بالتشريعات الاقتصادية ومناقشة الموازنات العامة بشفافية فى ظل الصعاب التى تواجهها الدولة نتيجة ما ترتب على جائحة كورونا وتأثيرها السلبى سواء على الموازنة العامة للدولة أو إيرادات الدولة من الضرائب لتأثر الشركات الخاصة والعامة بهذه الجائحة وسيكون هناك أيضا اهتمام بجوانب التعليم والصحة ووضعهما على رأس أولويات الدولة خلال المرحلة المقبلة بالإضافة إلى تشجيع الشركات على تشغيل الشباب لخفض معدلات البطالة.
وأرى أن الدور الرقابى لمجلس النواب على أداء الحكومة خلال المرحلة المقبلة مهم للغاية لتشجيعها إذا ما أحسنت أو لفت انتباهها إذا ما تجاوزت.

• تجربة مصر السابقة بالنسبة لاختلاط رأس المال بالسياسة لم تكن مشجعة بل كان يشوبها سلبيات كثيرة، كيف يمكن تلافى ذلك؟
رأس المال يتكون بعد خبرات كثيرة، وفى الوقت الحالى إن لم يكن رأس المال مصاحبا لسمعة جيدة وسيرة ذاتية محترمة سيكون من الصعب عليه التواجد وسط الأوساط الاقتصادية والسياسية، وهذه الخبرات المتوافرة لدى رجل الأعمال والتى تكونت بعد تعب ومثابرة وكفاح ويجب الاستفادة منها لخدمة البلد لأن نظرته للأمور ستكون من خلال خبراته وبشكل واقعى لأانه قريب من التعامل والاحتكاك اليومى بالسوق ويعرف متطلباتها، ونظرته ورؤيته ليست بمعزل عن الواقع ولذلك فأى قرار سيتم اتخاذه سيكون قريبا جدا من أرض الواقع، ولذلك فإننا فى المرحلة المقبلة سنكون فى حاجة ماسة لتقارب رجال الأعمال والصناعة والزراعة والسياحة وجميع الخدمات وصانع القرار مثل جميع دول العالم التى تحقق أعلى درجة من الاستفادة من خبرات رجال الأعمال الوطنيين لديها لضبط الأسواق وإصدار التشريعات التى تحقق المنفعة العامة.
هناك نقطة مهمة أيضا المرحلة الحالية أى رجل أعمال يفكر فى الدخول إلى المعترك السياسى بالتأكيد يكون لديه الرغبة فى خدمة البلد دون أدنى مصلحة شخصية لأن الأمور لم تعد مثلما كانت فى السابق ولم تعد هناك مجالات أو طرق يمكن أن يستفيد بها أى رجل أعمال لمجرد كونه عضوا فى البرلمان لأنه لا مجال حاليا للمجاملات أو الترضيات خاصة أن جميع التعاملات تتم الآن بشفافية فى ظل وجود أجهزة رقابية شديدة وذلك كخطوة مهمة للقضاء على الفساد ويجب علينا جميعا أن نثمن ونشجع هذا وعلى سبيل المثال طرح الأراضى من جانب الحكومة الآن يتم بشفافية ولأعلى سعر ولم يعد هناك أدنى شبهة للمجاملات.

• كيف يمكن لرجال الأعمال تسخير علاقاتهم ومعارفهم لمصلحة الاقتصاد المصرى وجذب المستثمرين للاستثمار فى مصر؟
مصر بطبيعتها جاذبة جدا للمستثمرين سواء من حيث الأراضى المتاحة أو الإمكانيات المتوافرة وتنوعها من شواطئ أو صحارى أو أراض زراعية وصناعية كلها عوامل جذب جدا للاستثمار بالإضافة إلى أهم عامل وهو القوى البشرية الضخمة من الشباب فنحن فى حاجة إلى أن يكون هناك قيمة مضافة إلى كل هذا من خلال تخفيف حدة البيروقراطية ونزيد من التدريب والمدارس المهنية لأننا فى أمس الحاجة للصناعات التكنولوجية وذات التقنية العالية والمشاريع ذات الكثافة العمالية العالية، وفى حالة توافر تلك الإمكانيات مع المزايا النسبية ستصبح مصر فى مكانة مختلفة تماما عن المكانة الحالية ولذلك علينا جميعا الاهتمام بالاستثمار فى البشر ورفع كفاءتهم التدريبية وتطوير التعليم وخاصة التعليم المهنى لأن هذا أساس بناء القاعدة الصناعية.

• حضرتك مرشح لمنطقة المعادى وطرة، والمنطقتان مختلفتان تماما ولكل منهما طبيعة خاصة وأيضا مشاكلهما مختلفة.. كيف يمكن أن تتعامل مع هذا الوضع؟
بالفعل المعادى وطرة منطقتان مختلفتان تماما رغم أنهما ملاصقتان والفرق بينهما شارع واحد فقط، ورغم أننى من منطقة المعادى وأعرفها جيدا فإننى على تواصل مستمر مع طرة وسكانها وجمعياتها وأدرك تماما المشاكل التى تعانى منها المنطقتان لأن المعادى أيضا لديها مشاكل.
بالنسبة لمنطقة طرة، المشاكل التى تعانى منها فى النواحى التعليمية والصحية والرياضية خاصة مراكز الشباب وأيضا هناك مشاكل فى التشغيل بالنسبة لشباب طرة بالإضافة إلى البنية التحتية سواء الطرق والشوارع والإنارة أو الخدمات الأخرى التى تعانى منها وتحتاج إلى تدخل سريع وسيكون جزء كبير من عملى ومجهودى موجه لتخفيف المعاناة عن تلك المناطق وسأحاول من خلال تنمية الموارد فى الحزب وعن طريق التعاون مع رجال الأعمال حل بعض مشاكل تلك المنطقة.

• هل لديك رؤية مستقبلية لتطوير منطقة طرة وجعلها منطقة جذب للمستثمرين خاصة أنها يتوافر بها إمكانيات من الممكن أن تحولها وتجعل منها منطقة أعمال ضخمة؟
مصنع الأسمنت فى منطقة طرة تم إغلاقه بالكامل وهذه خطوة همة للغاية وكان موجود داخل كتلة سكانية ويمثل خطر على صحة السكان والبيئة ومنطقة طرة تشغل حيزا من النيل إلى الأوتوستراد وخلفها الجبل وجميع العقارات الموجودة فى تلك المنطقة تحتاج إلى تنظيم وإعادة تخطيط، وطبعا ينقصها الخدمات الأساسية كالصرف الصحى وتحتاج إلى إعادة استثمار فى البنية التحتية وزيادة فى أعداد المدارس والمستشفيات والعيادات وبها ظهير صحراوى هو منطقة شق التعبان المتخصصة فى صناعة الرخام وبها مصانع الرخام وسوف أعمل على جذب الصناعات المكملة لصناعات الرخام وبحيث يمكن أن تستوعبها تلك المنطقة وبذلك ستتمكن من جذب العمالة فى طرة وتخفف من حدة البطالة فيها.

• هل لديك رؤية لتبنى استراتيجية محددة من خلال التعاون مع باقى أعضاء مجلس النواب خاصة فى اللجنة الاقتصادية لمشروع قومى يخدم فى النهاية الاقتصاد المصرى؟
الحزب الذى أنتمى إليه له رؤية واضحة بالنسبة للتنمية المستدامة لخطة 2030 والدولة كلها تعمل الآن من أجل تنفيذها وتستهدف الانتقال بمصر لتصبح دولة عظمى إن شاء الله وتبدأ بالاهتمام بالإنسان المصرى وتوفير رعاية صحية مميزة له وتعليم راق والاهتمام بالمدارس الصناعية، وبالفعل هناك تحرك إيجابى فى تلك الأساسيات وسوف نبدأ بالتسويق الجيد لمصر لجذب رؤوس أموال من الخارج سواء عن طريق الأنشطة السياحية أو الثقافية أو الاستثمارية فى المجالات المختلفة كالعقار أو الفندقة أو الصناعة.
وهناك العديد من المحاور التى سنعمل عليها لتنمية موارد الدولة بصفة عامة وتشجيع الاستثمار من أجل إيجاد فرص عمل مناسبة للشباب.

• ما القطاعات الواعدة التى يمكن أن تكون لمصر فيها ميزة نسبية خلال المرحلة المقبلة؟
يجب أن يكون لدينا جميعا التركيز على التصدير كهدف قومى حيث أكد السيد الرئيس أننا نستهدف الوصول إلى حجم صادرات يصل إلى 100 مليار دولار خلال السنوات الثلاث المقبلة أى زيادة الحجم الحالى أربعة أضعاف، وطبعا الاهتمام بالصناعات التى سيتم تصديرها خاصة أن مصر تمتلك تنوعا كبيرا فى الصناعات نظرا لتواجد كميات ضخمة من المواد الخام المتنوعة، ولدينا قاعدة لصناعة الغزل والنسيج من الممكن أن يتم تطويرها وتحقق عائدات ضخمة، والملابس الجاهزة المصرية قوية جدا وأصبح لها أسواق كبيرة فى الخارج إلا أن طموحنا لهذه الصناعة مازال أكبر من الوضع الحالى خاصة أنها تستطيع أن تنافس فى الخارج بسهولة، وهناك المنتجات الزراعية وتصنيعها من شأنه أن يمنحها قيمة مضافة ويعاد تصديرها مما سيكون له مردود ضخم جدا، بالإضافة إلى السياحة عند عودتها بعد انتهاء جائحة كورونا حيث سيكون لها عائد ضخم جدا من العملات الصعبة خاصة أن مصر لديها بنية تحتية سياحية جبارة تستطيع أن تجذب استثمارات خارجية فى هذا المجال.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *