الإيكونوميست المصرية
تكسير الهيدروجين وعظام الإرهابيين……بقلم: محمد فاروق

تكسير الهيدروجين وعظام الإرهابيين……بقلم: محمد فاروق

بقلم: محمد فاروق

تواصل الدولة العمل ليل نهار من أجل النهوض بالاقتصاد وتحقيق مستوى معيشة أفضل للمواطن وذلك من خلال تنمية القطاعات كافة بشكلٍ متوازٍ، ويأتى قطاع البترول على رأس القطاعات التى تشهد انتعاشة كبرى وتطورا ملحوظا، فهو يخطو خطوات سريعة واثقة نحو تحقيق حلم مصر بجعلها مركزا إقليميا لتداول الطاقة.
ومؤخرا افتتح الرئيس عبدالفتاح السيسى مجمع التكسير الهيدروجينى بمسطرد، ونظرا لأهمية هذا الموضوع ولغرابته حيث إن معظم الناس لايعرفونه، فقد رأيت أنه يجب إلقاء الضوء عليه بشكل مبسط بعيدا عن المصطلحات الكيميائية والعمليات المعقدة التى لا يفهمها سوى المتخصصين.
فالتكسير الهيدروجينى هو عملية أو تقنية يتم خلالها تحويل المنتجات البترولية ذات القيمة المنخفضة مثل المازوت إلى منتجات بترولية عالية الجودة، بحيث تتم إزالة عناصر مثل الكبريت والنيتروجين والأكسجين من الزيوت المعدنية العادية.
وبذلك سيمد مشروع مجمع التكسير الهيدروجينى مصر بمنتجات مثل البنزين عالى الأوكتان والسولار عالى الجودة والبوتاجاز ووقود الطائرات والنافتا وغيرها.
وهذا من شأنه توفير نحو نصف استيراد مصر من منتجات الديزل والسولار ووقود النفاثات والبوتاجاز، حيث سيبلغ إجمالى إنتاجه 2.3 مليون طن من السولار، و850 ألف طن من البنزين بأنواعه، و600 ألف طن من وقود النفاثات، و80 ألف طن من البوتاجاز، بالإضافة إلى إنتاج الفحم والكبريت.
ويضم هذا المشروع العملاق وحدات التكسير الهيدروجينى للمازوت والتفحيم والتقطير التفريغى ومعالجة الكبريت ومعالجة وإصلاح النافتا ومعالجة السولار ووحدة إنتاج الهيدروجين ووحدة لمعالجة مياه الصرف.
وستتم تغذيته من المازوت المنتج من شركة القاهرة لتكرير البترول بطاقة سنوية 4.3 مليون طن.
ويعتبر مجمع التكسير الهيدروجينى بمسطرد أكبر معمل تكرير فى الشرق الأوسط باستثمارات 3.7 مليار دولار، وتبلغ مساحته 370 ألف متر، ويعمل به 9300 عامل مصرى و200 عامل يابانى وكورى، وهو متفق تماما مع معايير البيئة ومطابق للمواصفات الأوروبية.
هذا مشروع واحد فقط من مئات بل آلاف المشروعات الحيوية التى تتم على أرض هذا الوطن، فى الوقت الذى يواجه فيه العالم كله شبح الركود بسبب كورونا، فمصر بسواعد رجالها ورغم كل الصعاب تبنى وتعمر وتمهد لمستقبل مشرق لأبنائها، تصلح عيوب الماضى وميراث الأنظمة السابقة، تقاوم الفساد وتقضى على التجاوزات والتعديات على أملاك الدولة، تحارب الإرهاب وتواجه المؤامرات التى تحاك ضدها فى الداخل والخارج.
فدعونا ننهض ببلدنا ونرفع من مستوى معيشتنا بعيدا عن المنافع الشخصية الأنانية والأجندات الخاصة وبعيدا عن الدفاع عن أفكار هدامة أو جماعة لا تنظر سوى لمصلحتها فقط، وعلينا الانتباه من أن الدول المعادية لم تعد تظهر فى الصورة مباشرة، بل صارت تستخدم أبناء الدولة المراد تدميرها بإشعال الفتن داخلها وتهييج شعبها وإثارة الفوضى فيها للوصول لغرضها الدنىء، وللأسف الشديد فإن هذه الشعوب الغافلة التى يتم استخدامها كوسيلة تدمير ذاتى لا تعى ذلك ولا تدرك ما يخطط لها ولوطنها فى الخارج، فاحذروا هذا الجيل الجديد من الحروب والتفتوا إلى ما هو أهم وأعظم وهو الحفاظ على الوطن والنهوض به وهو ما سيعود علينا جميعا أبناء هذا البلد الآمن بالصالح والنفع.. حفظ الله مصر.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *