الإيكونوميست المصرية
السياحة المصرية فى طريقها للتعافى

السياحة المصرية فى طريقها للتعافى


فاطمة إبراهيم
على الرغم من استمرار تفشى جائحة كورونا فى العديد من دول العالم وتصاعد معدلات الإصابة فى أغلب دول غرب أوروبا، فإن مؤشرات التعافى بدأت تظهر فى قطاع السياحة بمصر.
وأكد الخبراء وجود بارقة أمل لعودة الروح للفنادق السياحية، بعد أن تنفست الصعداء عقب قرار إعادة فتحها تدريجيا بنسبة تشغيل محددة بـ 25% من الطاقة التشغيلية للفندق، خلال إجازة عيد الفطر المبارك، مع تطبيق صارم للاشتراطات الصحية للوقاية من فيروس كورونا المستجد، وبدأت الفنادق الإشغال بنسبة 50% من أول أغسطس الماضى.
وأشاروا لـ”الإيكونوميست المصرية” إلى أن هناك مؤشرات لعودة السياحة الخارجية مع عودة فتح الطيران، وبعض الدول الأجنبية طلبت العودة لمصر مع فتح الطيران الخارجى منها ألمانيا وبيلاروسيا وأوكرانيا.
وكانت التوقعات مختلفة كليا قبل تفشى الوباء؛ فقطاع السياحة كان يعاود الازدهار بعد سنوات من الاضطرابات وحادث تحطم طائرة الركاب الروسية عام 2015.
ففى عام 2019، استقبلت مصر 13.6 مليون سائح، وكان من المتوقع أن يصل الرقم خلال العام الحالى إلى 15 مليونا.
وتسهم السياحة بما يزيد على 12% من الناتج المحلى الإجمالى لمصر.
وأعلنت الخطوط الجوية الملكية الهولندية KLM عزمها استئناف رحلاتها إلى القاهرة، بتسيير رحلتين أسبوعيا بدءا من 9 سبتمبر وحتى 25 أكتوبر، وأشارت الشركة إلى أنها ستجرى تقييما حول ما إذا كانت ستواصل رحلاتها للقاهرة خلال موسم الشتاء المقبل.
وقالت الشركة إن أولويتها تتمثل فى منح عملائها أكبر عدد ممكن من الوجهات التى يريدون الذهاب إليها، موضحة أن هذه الخطوة يمكن أن تتبعها زيادة فى عدد الرحلات الجوية أو فى السعة من خلال تسيير طائرات أكبر حجما أو كلا الأمرين.
وستكون هذه رحلة الطيران التجارية الأولى للشركة الهولندية منذ قرار تعليق رحلاتها إلى القاهرة فى 2017.
واستقبلت الغردقة وشرم الشيخ أكثر من 100 ألف سائح منذ استئناف السياحة الخارجية لمصر فى أول يوليو الماضى.
وجاء أغلب السائحين من بيلاروسيا وأوكرانيا وسويسرا والمجر وصربيا. وكان تقرير صادر عن مؤسسة كوليرز إنترناشونال أشار إلى أن معدلات الإشغال فى فنادق الغردقة وشرم الشيخ تراجعت بنسبة 53% و51% على الترتيب خلال النصف الأول من 2020. ولا تزال الطاقة الاستيعابية المسموح بها للفنادق المصرية تبلغ 50% بسبب الإجراءات الاحترازية لمواجهة جائحة كورونا.
وتستقبل الأقصر وأسوان الأفواج السياحية اعتبارا من أول سبتمبر الجارى، فيما قررت اللجنة العليا لإدارة أزمة كورونا بمجلس الوزراء إعادة فتح المواقع الأثرية والمزارات السياحية والمتاحف بالمحافظتين فى نفس التوقيت، إلى جانب عودة سياحة اليوم الواحد من الغردقة إلى الأقصر.
ووافق مجلس الوزراء على قرار بإعفاء العقارات المبنية المستخدمة فعليا فى الأنشطة الإنتاجية والخدمية بقطاعات السياحة والفنادق والطيران من الضريبة على العقارات المبنية لمدة 9 أشهر اعتبارا من أول أبريل الماضى وحتى نهاية العام الجارى.
ويمد ذلك القرار الصادر بتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى فى أبريل الماضى بإسقاط الضريبة العقارية على المنشآت الفندقية والسياحية لمدة 6 أشهر، وكذلك إرجاء سداد كافة المستحقات على المنشآت السياحية والفندقية لمدة 3 أشهر دون غرامات أو فوائد تأخير، وذلك ضمن حزم التحفيز التى أعلنها الرئيس السيسى حينها لمواجهة التداعيات الاقتصادية لجائحة كورونا.
من جانبه، قال أحمد سميح عضو لجنة السياحة والطيران بالبرلمان إن السياحة الداخلية بدأت تشهد نوعا من الانتعاشة، ولمسنا شيئا من التغير الإيجابى على مستوى السياحة الخارجية، حتى أن بعض الدول مثل ألمانيا تحث مواطنيها للسفر إلى مصر كجهة آمنة من حيث الأمن العام أو كورونا.
ولفت سميح إلى أن أجهزة الدولة المعنية، والغرفة تعاملت عقب أزمة جائحة كورونا مباشرة باحترافية وكفاءة بالتنسيق فيما بينها على مراحل، بداية من قرار إغلاق الفنادق فى 4 مدن سياحية، هى جنوب سيناء “شرم الشيخ”، والبحر الأحمر “الغردقة”، والأقصر، وأسوان، وتم تعقيمهم أكثر من مرة من خلال وزارة الصحة والشركات المعتمدة من الوزارة، إلى جانب التعقيم الذاتى بالفندق، وتم إصدار منشور من غرفة المنشآت الفندقية بطرق التعقيم وتم تعميمه على كافة الفنادق بالمحافظات، وبدأ تعقيم الفنادق قبل إخلائها من العمالة، حيث بقيت بالفنادق لمدة 14 يوما، وذلك للاطمئنان عليها.
وأضاف سميح أنه تم تطبيق المرحلة الثانية، بفتح الفنادق بنسبة 25% من الطاقة التشغيلية للفندق منذ منتصف مايو الماضى وحتى يونيو الماضى، وتم وضع ضوابط واشتراطات لفتح الفندق تختص بالسلامة الصحية من أعمال النظافة والتعقيم والتشغيل بمرافق الفندق من غرف وحمامات وغيرها، والتعاقد مع 3 شركات عالمية، تقوم بمهمة مراجعة كافة اشتراطات السلامة الصحية والغذائية الخاصة بالتشغيل، وذلك للحصول على شهادة مبدئية للتشغيل، من خلال لجنة مشتركة، تضم غرفة الفنادق، ووزارتى السياحة والآثار، والصحة من خلال قطاع الطب الوقائى بها، وتقوم بالتفتيش على الفندق لبيان مدى مطابقته للضوابط الموضوعة، التى تتوافق مع إرشادات منظمة الصحة العالمية، وتتسق مع السياسة الجديدة التى تنتهجها منظمة السياحة العالمية.
ولفت إلى أن عودة الانتعاشة إلى قطاع السياحة يمثل حياة ويزيد من الدخل القومى ويوفر العملة الأجنبية وتشغيل العمالة والكثير من القطاعات المرتبطة بالسياحة لاسيما أننا قبل كورونا كانت إيرادات قطاع السياحة قد تجاوزت ما حققناه فى 2009 /2010، غير أن أزمة كورونا أدت إلى تراجع الأعداد مرة أخرى.
من جهته، رأى باسم حلقة نقيب السياحيين أن قطاع السياحة بدأ يتعافى تدريجيا منذ بداية شهر يوليو الماضى، مع عودة رحلات الطيران، مشيرا إلى أن رحلات الشارتر تبدأ فى سبتمبر الحالى، وسوف نضيف الأقصر وأسوان إلى شرم الشيخ والغردقة مع بداية موسم الشتاء.
وتوقع باسم تحسن الأمور تدريجيا حتى نتجاوز الموجة الثانية لجائحة كورونا، مشيرا إلى أن مصر تتبع إجراءات احترازية مشددة، منوها إلى أن عودة الحياة إلى قطاع السياحة يحسن الوضع الاقتصادى، ويوفر العملة الصعبة، بما يدعم الاقتصاد ويحسن من قيمة الجنيه أمام الدولار.
ولفت إلى أن مصر بها مقومات رائعة تجعل منها مصيفا ومشتى يتجه له الكثير من السائحين حول العالم لقضاء إجازاتهم، خاصة مع العروض المميزة والبرامج الترفيهية الرائعة التى تتيحها الفنادق المصرية بالنسبة للسائحين الأجانب، مؤكدا أن تعافى القطاع السياحى بالكامل مسألة وقت وترتبط بصورة أكبر بفيروس كورونا وتعافى الدول الأخرى منه، وعودة السياح إلى مصر مجددا، وهو ما سيتحقق قريبا.
فيما أكد عبد الحميد راضى عضو لجنة الطيران السابق بغرفة شركات السياحة أن حركة الطيران قد بدأت فى التعافى، وهذا يعد مؤشرا على تحرك وتعافى القطاع السياحى، حيث إن بعض الدول سمحت لمواطنيها بالسفر إلى الخارج، مشيرا إلى أن السياحة الداخلية بدأت فى منطقة البحر الأحمر والغردقة وشرم الشيخ، ومن المنتظر أن تتحسن السياحة بعد الانتهاء من الموجة الثانية من فيروس كورونا.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *