الإيكونوميست المصرية
كورونا والنفس الطويل……بقلم: محمد فاروق

كورونا والنفس الطويل……بقلم: محمد فاروق

بقلم: محمد فاروق

المصرى مخلوق محب للحياة عاشق لمباهجها يميل للفرح والانطلاق، يمل سريعا من القيود ولا يحب الحياة المليئة بالتعليمات الصارمة والالتزامات المجهدة.
هذه الطبيعة لما لها من مزايا تتمثل فى الإقبال على الحياة والشعور بالسعادة من أى شىء بسيط، لها أيضا عيوب؛ فتلك الطبيعة جعلت المصرى لا يمتلك “النفس الطويل” فى التعامل مع الأزمات ولا يقدر على العيش فى إجراءات مشددة فترة طويلة، وأكبر دليل على ذلك ما نعيشه هذه الفترة من انتشار فيروس كورونا، حيث إن معظم الشعب للأسف الشديد اعتبر أن تراجع أعداد المصابين والوفيات من الفيروس إعلانا عن انتهائه، وهذا بالطبع أكبر خطأ، فكورونا فيروس عنيد، عاد لينتشر بقوة مرة أخرى فى أوروبا مع دخول فصل الخريف، ورغم ذلك تخلى معظم الناس فى مصر عن الالتزام بالإجراءات الاحترازية وسبل الوقاية من الفيروس.
أضف إلى الطبيعة المصرية الرافضة للقيود، طبيعة أخرى وهى قلة الوعى، وهنا لا أتكلم عن المستوى العلمى أو التعليمى أو الثقافى، فالوعى مرتبط بالإدراك وبمدى إحساس الإنسان بما حوله وبالأخطار الواقعة فى محيطه، وهذا شىء يفتقده معظم المصريين، لذا تجدهم يتعاملون مع الفيروس كأنه شىء خرافى غير موجود من الأساس، ويقتصر الالتزام بالكمامات فقط فى الأماكن التى يتم فيها فرض ارتداء الكمامة، وغير ذلك ترى الناس منطلقين بدون أى قيد أو إجراء احترازى.
وحقا ما قاله أبو الطيب المتنبى: “ذو العقل يشقى فى النعيم بعقله، وأخو الجهالة فى الشقاوة ينعم”.
فنحن فى مصر نحارب كورونا فى عدة جبهات؛ نصارع الجهل والفقر والأحوال الاقتصادية والمتآمرين وأصحاب المصالح والمنتفعين، وغيرهم.
وفيروس كورونا أكد لنا أننا جميعا نعيش على سطح سفينة واحدة، فإما أن نحيا جميعا أو نغرق كلنا، وأخشى أن يعاقب الشعب كله نتيجة البعض من عديمى الوعى.
لذا على الجميع أن يدرك أننا لم ننته بعد من هذا الفيروس اللعين، ونتمنى أن نتحلى بالقوة اللازمة لمواجهته والوعى الكافى لمحاربته، فإنتاج اللقاح عالميا وتوافره بالأسواق صار مجرد مسألة وقت ليس إلا، فمزيد من الصبر وقوة التحمل حتى نعبر إلى بر الأمان بأقل خسائر ممكنة.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *