الإيكونوميست المصرية
مرحلة منطقة الراحة “comfort zone”…….. بقلم: أشرف الليثى

مرحلة منطقة الراحة “comfort zone”…….. بقلم: أشرف الليثى

بقلم: أشرف الليثى

هناك مرحلة خطرة جدا فى حياة كل منا العملية، نتعرض لها وربما تسرقنا الأحداث فلا نهتم بها بل البعض منا يعتبرها مرحلة الهدوء بعد التعب والجرى المتواصل وهذه المرحلة هى مرحلة الراحة أو ما يطلق عليها comfort zone.
ولتقريب المعنى هناك مثال صارخ أمامنا الآن فقصة إفلاس شركة كوداك أكبر شركة كانت متخصصة فى صناعة الكاميرات والتصوير لمدة أكثر من 133 عاما وبعد هذه المدة الطويلة أعلنت إفلاسها وبيع أصولها عام 2012 وانتهى تاريخ أكبر شركة فى الولايات المتحدة ظلت متربعة على عرش صناعة الكاميرات والأفلام لهذه الفترة الطويلة من الزمن والسبب أنها لم تتمكن من تطوير منتجاتها ورفضت مشروع التطوير الذى تقدم به أحد مهندسى الشركة عام 1975، لإنتاج كاميرا رقمية بل قوبلت فكرته بالاستهزاء والسخرية والتجاهل التام فما كان منه إلا أن تقدم باستقالته وقال لا أريد أن أحضر إلى الشركة يوميا كى أتناول الشاى والقهوة وأصبحت أقوم بعملى بصفة روتينية وليس هناك أى تقدم أو تطور فى عملى لأن الشركة دخلت فى مرحلة الراحة والاسترخاء أو ما يطلق عليها comfort zone.
من منا تعرض فى حياته العملية لهذه المرحلة؟ أعتقد أننا جميعا بشكل أو بآخر تعرضنا لتلك المرحلة ولكن من منا نجح فى الإفلات من الانغماس فى مرحلة الراحة بل ربما يعتبرها البعض أنها المرحلة الطبيعية لما بعد العناء فى العمل والتعب ولكنها فى حقيقة الأمر هى نهاية لمرحلة مهمة ولابد من الانتقال إلى مرحلة أخرى فى الحياة العملية يتخللها إما تطوير المنتج أو الانتقال إلى شركة أخرى حتى لو كنت وصلت إلى أعلى منصب فى تلك الشركة لكن لابد من التوقف مادمت لم تستطع تقديم تطوير جديد فى المنتج أو على الأقل تغيير النشاط.
العالم أصبح يتغير بسرعة كبيرة جدا وأصبحت جامعات أمريكا تتنافس فيما بينها فى تعليم طلابها كيف يصبح مرنا فى الانتقال لأكثر من نشاط وبسهولة بحيث يكون عليه إتقان أفرع من الأنشطة المختلفة كلية عن بعضها البعض ولكى يستطيع بسهولة أن يستوعب النشاط الجديد فى أقل وقت ممكن وذلك لمواجهة التطور السريع أو حتى مواجهة إفلاس الشركة التى يعمل بها والانتقال إلى أخرى.
وائل الفخرانى شاب مصرى بدأ نشاطه فى شركة جوجل وتدرج فى مناصبها إلى أن أصبح مديرا إقليميا للشركة وفجأة تقدم باستقالته من الشركة وسط ذهول جميع من يعمل فى الشركة أو حتى فى قطاع الهاى تكنولوجى فى مصر وعندما شارك فى ندوة ووجه إليه سؤال: “حد يسيب جوجل يا وائل، حد يسيب شركة الملايين يتمنوا يشتغلوا فيها!!” كان رده: “حسيت إنى دخلت منطقة الكومفرت زوون”.
وبالفعل ترك جوجل واتجه إلى شركة مغمورة تبدأ نشاطها فى السوق المصرية رغبة منه فى تجديد نشاطه وعدم الدخول إلى منطقة الراحة والاسترخاء.
وأصبح نموذج كوداك موجود الآن ولذلك علينا جميعا أن نتحرك ولا نفرح بالنجاح الذى نصل إليه ونستمر فيه دون تطور مهما كان أمد هذا النجاح ولكن دون تطوير لن يستمر وكل يوم بل كل لحظة هناك أشياء كثيرة نحتاج أن نتعلمها؛ فالتوقف أو الانتظار يفقدنا كثيرا بل يعتبر تراجعا والنجاح ليس فى الاستمرار فى الشىء بل فى تطويره.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *